1
ما بين العلم والخرافة ::
سلسة تغريدات ..
طوال التاريخ البشري انتهج الإنسان طرقًا مختلفة في محاولته لتفسير العالم من حوله لعل أشهرها على الإطلاق الخرافة والأساطير والعلم. إلا أنه وإن كان كل منهما يهدف للشيء نفسه، ألا وهو تفسير الظواهر الطبيعية وعلاقتها بالإنسان،
2
إلا أنهما يختلفان تقريبًا في كل الجوانب الأخرى وخاصة في المنهجية المتبعة.
وبنظرة عامة على التاريخ البشري نجد أن العلم ظاهرة حديثة، فقد كانت الأسطورة هي المرجع الأول والأخير لكل تساؤلات الإنسان باختلاف مجتمعاته لعشرات الآلاف من السنوات. ففي الجزء الأكبر من تاريخ الإنسان،
3
نجد أنه آثر ألا يواجه الواقع مباشرة، وأن يستعيض عنه بأخيلته لما في مواجهة الواقع من صعوبة ومشقة، ولما تتطلبه من نضج فكري لم يملكه الإنسان في طفولته الفكرية يسمح بتقبل الوضع على ما هو عليه، وليس كما يتمناه الإنسان ويرغب.
4
وهكذا فقد ظل الإنسان طويلًا يستعيض عن العلم بخيالاته وانفعالاته التي يصبغ العالم بها دون مواجهة معه أو محاولة لفهمه ودراسته، ولم يصطنع منهجًا يتيح له الاتصال المباشر بالواقع عن طريق الجمع بين العقل والتجربة إلا في مرحلة متأخرة جدًا من تاريخه.
5
الأسطورة
الأسطورة هي بناء خيالي من سرد وأفكار، يهدف إلى تفسير الظواهر الكونية أو الاجتماعية، وتأسيس ممارسة اجتماعية وفقًا للقيم الأساسية للمجتمع. تحمل الأساطير في أصلها تقليدًا شفهيًا في محاولة لتقديم تفسيرات لبعض الجوانب الأساسية في العالم أو في المجتمع الذي أبدع هذه الأساطير