في الحديث الشريف الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما، "والله لو عيرتُ امرأة حبلى بحملها لخشيت أن أحمل"، يحذر الصحابي الجليل من مخاطر تعيير الآخرين بأفعالهم أو نقائصهم. إن استخدام اللغة بشكل سلبي للتشهير أو الاستهزاء يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير متوقعة حسب بعض الروايات.
على سبيل المثال، ورد عن الإمام عبد الله بن مسعود رضوان الله تعالى عليه أنه قال: "لو سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلباً". هذه المقولة توضح مدى خطورة التعبير عن ازدراء الآخرين لأن ذلك قد يجلب لنا نفس الاحتقار الذي نعبر عنه تجاههم.
ومن جهة أخرى، أكدت العديد من الروايات على أهمية الانشغال بإصلاح الذات بدلاً من التركيز الزائد على عيوب الآخرين. فالقرآن والسنة مليئة بالأحاديث التي تحث على ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذي يخاف الله ويعوذ منه هو الذي ينظر إلى ما فيه نفسه دون نظر إلى ما عند الله".
إن هدفنا كمؤمنين يجب أن يكون محبة الخير لأخواننا المسلمين وتمني الصلاح لهم مثلما نتمنى لنفسنا. فعندما نحبط أعمال شخص آخر أو نشمت في زللته، فإننا بذلك نفقد واحدة من أساسيات الإيمان وهي التعاطف والرحمة تجاه اخوتنا المؤمنين.
وفي النهاية، دعونا نتذكر دائماً أهمية التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها لتجنب انتشار الأخبار غير الدقيقة والتي قد تضر بروح المجتمع الإسلامي المتماسكة. ولذلك، ينصح بالحصول على الفتاوى الشرعية من المصادر المعتمدة وعدم إعادة إنتاج الأقاويل دون التأكد منها أولاً.