على الرغم من الشهرة الواسعة لهذا الدعاء بين المسلمين، إلا أنه ليس هناك دليل شرعي ثابت يدعم الادعاء بأن تكراره سبع مرات صباحًا يمكن أن يصرف سبعة وعشرين نوعًا من البلاء، بما فيها الهموم. هذا الادعاء لم يرد به حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالتالي، يجب عدم تعميم مثل هذه المعلومات بدون أساس ديني واضح.
لا يعني ذلك إنكار فضائل هذا الدعاء نفسه؛ فهو ورد عدة مرات في السنة النبوية المطهرة. وفقًا لما ذكر أهل العلم، فقد صح عن الصحابي رفاعة بن رافع الزورقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عندما سمع رجلاً يقول أثناء الصلاة: "اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه": "رأيت بعضا وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول". كما ثبت أيضًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول عند رفعه للمائدة بعد الانتهاء من الطعام: "الحمدلله كثيرا طيبا مباركا فيه غیر مكفی ولا مودعا ولا مستغن عنه ربنا"، مما يشير إلى أهمية ومكانة هذا الدعاء.
ومن المهم التأكيد على ضرورة الاعتماد فقط على الأدلة الشرعية الثابتة عند نقل الأقوال والأعمال المتعلقة بالإسلام. لذلك، بينما يعد "الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه" من الأعمال المسنونة والمباركة، إلا أنه لا يوجد دليل على ارتباطه بخفض أنواع معينة من البلاء بشكل خاص. وفي النهاية، يعود الأمر إلى رحمة الله وقدرته التي تتخطى كل حدود البشر والفهم الإنساني.