الدين الإسلامي يكلف كل شخص بالغ وعاقل لديه قدرة على فهم وتقبل الشريعة الإسلامية. هذا يعني أن الأطفال الذين لم يصلوا إلى مرحلة البلوغ، وكذلك الأشخاص غير القادرين عقلياً، ليس عليهم تكليف شرعي حتى يتمكنوا من إدراك ومعرفة تعاليم الدين بشكل كامل. هذه المسألة واضحة في الحديث النبوي حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة...".
فيما يتعلق بالبلوغ والعقل، يشترك معظم علماء الفقه الإسلامي على أنه عندما يصل الإنسان إلى سن البلوغ ويصبح قادراً على التفكير والاستجابة للأوامر والنواهي الدينية، عندها فقط يمكن اعتبار الشخص مكلفاً بإتباع الشرائع الإسلامية. بالنسبة لمن فقد عقله بسبب الجنون مثلاً، فإنهم أيضاً خارج دائرة التكليف الديني حسب اتفاق الفقهاء.
شيخ الإسلام ابن تيمية أكد أيضاً على أن الله لا يعذب أحداً إلا بعد إيصال رسالة الإسلام إليه وتوفير الأدلة الكافية التي تثبت العقيدة. وبالتالي، أولئك الذين لم تصل إليهم الدعوة بشكل عام لن يعاقبوا بسبب ذلك، بينما قد يعاقب أولئك الذين وصلت إليهم بعض جوانب الدين ولكن ينكرون ما ثبت منهم حجّة ودليل.