الروائيون الذين يلقبون أنفسهم بالمثقفين نمطيون إلى أقصى حد حتى في تمردهم المزعوم على قيم الدين وال

الروائيون الذين يلقبون أنفسهم "بالمثقفين" نمطيون إلى أقصى حد حتى في تمردهم المزعوم على قيم الدين والمجتمع.الخلطة الموصوفة لهذا التمرد النمطي في الرواي

الروائيون الذين يلقبون أنفسهم "بالمثقفين" نمطيون إلى أقصى حد حتى في تمردهم المزعوم على قيم الدين والمجتمع.الخلطة الموصوفة لهذا التمرد النمطي في الرواية هي الكثير من الجنس بأشكاله الشاذة المنحرفة، مع بعض التعدي على الذات الإلهية وسب الدين لكي ينال لقب "الكاتب الجرئ"، ثم يضيف إلى..

الخلطة أبخرة الحشيش وسطور الهيروين وكئوس الخمر. وهو يحرص كل الحرص على ذكرها بأسمائها ومصطلحاتها لكي تعرف كم هو خبير. ثم هو ينثر السباب الفج هنا وهناك ولابد أن يكون بالعامية لتعرف أنه كاتب "بروليتاري" معجون بتراب الشارع. من المهم ايضا أن تكون كل شخصيات الرواية متطرفة يمينا..

ويسارا. لا وسط ولا شخصيات متزنة "فكلنا فاسدون يا عزيزي" ولابد أن تشك في كل الناس خاصة من يظهر البر والخير، فهذا يتضح في النهاية أنه شيطان. الشخصية الوحيدة التي قد تجد بداخلها بعض الخير هي المومس أو الراقصة. ثم هو يختم بسب المجتمع كله واتهامه بالنفاق والتناقض وأنه يهتم بالمظهر ..

ويفعل ما بدا له في الخفاء. وهو يختم بهذا الإستنتاج بطريقة درامية خطيرة وكأنه يكشف الستر ويظهر السر ويذكر الإتهام الجديد الذي لم يذكره لك خمسون كاتبا قبله. هكذا يحس الكاتب أنه أدى رسالته المتمردة و"صدم المجتمع" و"صارحه بعيوبه التي يهرب منها" و"اقتحم التابوهات المقدسة للعقلية ..

الشرقية بتناقضاتها" والسلام ختام. بعدها يستعد لنيل جائزة غربية ما في "الإبداع". هذه هي وصفة التمرد المحفوظة التي صدعنا بها من يسمون أنفسهم مثقفين ومبدعين في عشرات الروايات ومئات الأفلام من أول نجيب محفوظ والسباعي إلى الأسواني ومن بعده.


رابعة المهدي

6 مدونة المشاركات

التعليقات