- صاحب المنشور: حسين بن المامون
ملخص النقاش:
في العصر الحديث الذي تشكلت فيه حياتنا حول التقنيات الرقمية، ظهرت العديد من الآثار غير المتوقعة على صحتنا النفسية. مع ازدياد استخدام الأجهزة الذكية والتواصل عبر الإنترنت، أصبح هناك نوع جديد من الضغط النفسي يواجه الأفراد اليوم. هذا النوع من الإجهاد غالبًا ما يتم وصفه بإسم "الإجهاد الإلكتروني".
**ما هو الإجهاد الإلكتروني؟**
الإجهاد الإلكتروني يشير إلى الحالة التي يحدث فيها ضغوط نفسية ناتجة مباشرة عن الاستخدام الزائد للتكنولوجيا الرقمية. يمكن أن يأتي ذلك من عدة جوانب؛ قد يكون بسبب القلق المستمر بشأن الرسائل أو التنبيهات الجديدة على الهاتف الجوال، أو ربما الشعور بالذنب عند عدم القدرة على الرد فوراً، أو حتى الألم الفعلي نتيجة وضع اليدين والرقبة في مواقع غير صحية أثناء استعمال الشاشات لفترة طويلة.
**الأسباب الكامنة خلف الإجهاد الإلكتروني**
- الضغط الاجتماعي: وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تخلق شعورا مستمراً بالتقييم الذاتي مقارنة بأقرانك. الحبكة الخفية هنا هي أنه بينما ترى الجانب المثالي لحياة الآخرين عادة، فإنهم يتعرضون لأنفسهم كما تتعرض أنت لها - أي بمزيج من الخير والصعوبات.
- فقدان الوقت والميل للغيبة: عندما ينشغل الناس بكثرة بتطبيقات مثل الفيسبوك أو الإنستغرام، فإنها تستنزف وقتا هاما كان بالإمكان قضاءه بطريقة أكثر إنتاجية أو سعادة. بالإضافة لذلك، الغياب الدائم عن الواقع الحقيقي قد يؤدي للشعور بالعزلة والإقصاء الاجتماعي.
- التشتيت الذهني: الشاشة الواحدة تتطلب تركيز كامل ولكن وجود عدد كبير منها حول الشخص يخلق حالة دائمة من التشتيت مما يصعب التركيز وبالتالي زيادة الضغط العقلي والعاطفي.
- النوم المضطرب: تعرض العين لشاشة البلازما قبل النوم يعيق عملية النوم الطبيعية بسبب الأشعة الزرقاء المنبعثة منها والتي تحجب هرمون الميلانين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
**كيف يمكنك التعامل مع الإجهاد الإلكتروني؟**
- إعادة البرمجة الذاتية: تعلم كيفية تحديد حدود واضحة لاستخدامك للأجهزة الرقمية. حدد ساعات محددة للاستخدام وتجنب النظر إلى هاتفك خلال وجبات الطعام أو بعد الساعة الثامنة مساءً مثلاً.
- تمارين التأمل: سواء كانت تمرينات رياضية بسيطة أو جلسات تأمل طويله، فإن تعزيز اليقظة الذهنية يساعد بشدة في تقليل آثار الإجهاد الإلكتروني.
- الحفاظ على الروتين: حافظ على جدول يومي ثابت يحافظ على توازن نشاطات الحياة المختلفة كالرياضة والنوم والقراءة وغيرها بعيدا عن العالم الرقمي قدر الإمكان.
- إدارة العلاقات الشخصية: خصص فترات زمنية منتظمة للتفاعل وجهًا لوجه مع الأشخاص الذين تهتم بهم. هذه الطريقة تساعد ليس فقط في بناء روابط أقوى لكن أيضا في منح الراحة والحماية ضد مشاعر الوحدة الناجمة جزئيًا عن الانخراط المفرط بالمواقع الاجتماعية.
ختاما، رغم كل مزايا التطور التكنولوجي إلا أنها تأتي بثمن. لذا يجب علينا جميعاً العمل على تحقيق توازن بين حياة رقمية غنية وصحة نفسية مستقرة.