يمكن للمسلمين أن يدعوا الله بكل ما يجلب الخير لهم، بما في ذلك طول العمر؛ إلا أن الأمر المختلف هنا هو طلب رؤية معينة مثل نزول عيسى عليه السلام وشاهدت بعض علامات الساعة الكبرى، خاصة تلك التي تتعلق بفترة الفتن والأحداث المحورية المتوقعة قرب نهاية الزمن. بينما قد يبدو هذا الأمنية طبيعية بسبب الرابط الروحي والعاطفي بين المؤمن وعيسى عليه السلام، إلا أن هناك اعتبارات مهمة يجب النظر إليها.
نزول المسيح عيسى عليه السلام، وهو أمر مؤكد حسب الحديث النبوي الشريف، سيكون خلال فترة مليئة بالفتنة والكفر الأعظم وهي فترة الدجال الذي وصفه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "أكبر فتنة". لذا، بدلاً من دعوة طويلة العمر فقط لأجل مراقبة هذه اللحظة التاريخية، ينبغي لنا تقديم التماس للعيش حياة مطمئنة وطيبة وفقا لإرادة الله وعدم التعرض للفتن. فنحن نسعى لتجنب الفتن وليس البحث عنها.
بالإضافة لذلك، يجب التنبيه أن تجربة المرء رداً على حدث كبير كهذا قد تكون خارج مجال توقعه وقد تؤدي إلى الضلال إذا لم يكن مستعداً بشكل جيد ومعرفته بالسنة النبوية واضحة وفهمه للدين ثابت. وبدلاً من التركيز على امكانية مشاهدة مشهد تاريخي درامي، يسعى المسلم لتحقيق استقرار داخلي عبر الأعمال الصالحة والتزام تعاليم الإسلام والقرب منه سبحانه وتعالى. وهذا سيقوي ايمان الفرد ويعززه.
وأخيراً، أجاز الفقهاء المسلمين الدعاء بطول العمر بشرط القضاء به وقتاً صالحاً وتأكيد أهمية الخلود ضمن حدود مرضاة الرب عز وجل وكسب رضوانه. وبذلك، فالتركيز ينصب حول تحقيق صلاح القلب واستقامة الطريق نحو رضا الواحد الأحد بدلاً من مجرد الحصول على فرصة نادرة لرؤية أحداث ستقع مهما كانت ظروف الأفراد حينها.