- صاحب المنشور: شذى اللمتوني
ملخص النقاش:في عالمنا المعاصر الذي يسوده الضغط المستمر والتكنولوجيا المتطورة، أصبح الحفاظ على توازن صحي بين حياتك الشخصية والعملية أمرًا بالغ الأهمية. هذا التوازن ليس ضروريًا للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية فحسب، بل يتعلق أيضًا بكفاءتك المهنية ورضاها.
تُعَدُّ ظاهرة "العمل الشامل" أو "العمل الزائد عن الحد"، حيث يعمل الأفراد لساعات طويلة ويستجيبون لرسائل البريد الإلكتروني خارج ساعات العمل الرسمية، مشكلة شائعة تؤثر سلبًا على جودة الحياة وتؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والإرهاق. وفقًا لدراسة أجرتها منظمة العمل الدوليّة عام 2019، فإن أكثر من ثلثي العمال حول العالم يشتغلون لمدة تزيد عن الأربعين ساعة أسبوعيًا. هذه الظروف قد تتسبب بعدد من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات النوم وغيرها.
التأثير السلبي للضغوط العملية
- الصحة النفسية: يمكن أن يؤدي الاضطرار الدائم للمتابعة مع الأعمال حتى أثناء فترات الراحة الشخصية إلى الشعور بالإرهاق العقلي المستمر والذي غالبًا ما ينتج عنه الاكتئاب والقلق.
- الأسرة والعلاقات الاجتماعية: عندما يقضي الشخص معظم وقته في مكان عمله، فقد يفقد القدرة على بناء علاقات اجتماعية قوية وضمان وقت كافٍ لأسرته وأحبائه مما يؤدي لاحقًا لتدهور العلاقات الإنسانية.
- الإنتاجية والكفاءة: رغم الاعتقاد الخاطئ بأن العمل الطويل يعني المزيد من الإنجاز؛ إلا أنه ثبت خلاف ذلك فعلى المدى الطويل، يشهد الأشخاص الذين يعانون من عدم وجود حدود واضحة بين أعمالهم وهواياتهم انخفاضاً في إنتاجيتهم بسبب نقص الطاقة والاسترخاء اللازم لاستعادة القوة الذهنية والجسدية اللازمة لإتمام المهمات المختلفة.
كيف نحقق التوازن؟
- ضع الحدود: حدد توقيت دخول وخروج منتظم لكل يوم عمل واحترم هذين الوقتين كما لو كنت ملتزما بمواعيد طبيب مثلاً.
- استراحة قصيرة دوريًا: خذ استراحات قصيرة طوال اليوم لتحميل الغدد الصماء المنتجة للهرمونات الخاصة بتحفيز الجسم خلال فترات العمل الثقيلة وإعطاء دماغك فرصة للاسترخاء مرة أخرى قبل البدء بجلسة جديدة.
- أنشطة الترفيه خارج نطاق الوظيفة: ابحث عن هواية تحب القيام بها بعيدا تماما عن بيئة العمل – سواء كانت رياضة أو موسيقى أو أي نشاط آخر - فهذا يساعد كثيرًا على تعزيز قدرتك على التركيز داخل بيئة عملك بالإضافة لإعادة شحن بطاريات عقلك وجسمك مجددا عند الحاجة لذلك.
هذه الخطوات الأساسية ليست حلولا سحرية ولكن اتباعها باستمرار سيجعلها جزء مهم جدا في نمط حياة صحيا يلعب دوراً حاسماً في تحقيق نوع أفضل وطمأنينة أكبر ضمن حياتنا اليومية المضغوطة بالفعل!