- صاحب المنشور: دارين الصقلي
ملخص النقاش:
في ظل الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم، أصبح التعليم الذكي حديث الساعة. مع تطور الأجهزة التكنولوجية الحديثة وأدوات التعلم الإلكتروني، يتوهم البعض أنها قد حلّت محل المعلم التقليدي أو حتى تفوق عليه بكفاءته. لكن هل هذا صحيح؟ هل يمكن لهذه الوسائل الجديدة أن تقدم تجربة تعليم حقاً ذكية وتعزز الفهم العميق والمعرفة الحقيقية لدى الطلاب؟ أم أنها مجرد أدوات سطحية تحجب الجوانب الإنسانية والتفاعلية للعملية التربوية التقليدية؟
يعد التعليم الذكي مفيداً بلا شك عندما يدمج بشكل فعال بين الإمكانيات التكنولوجية والإرشاد البشري المتمرس. فهو يسمح بتخصيص المواد الدراسية للمستويات المختلفة ويجعل تعلم اللغة الأجنبية مثلًا أكثر جاذبية ومتعة عبر ألعاب الواقع الافتراضي (VR) ومقاطع الفيديو التفاعلية. لكن المشكلة تكمن عند الاعتماد الكلي على هذه الأدوات دون مراعاة القيمة البشرية للاحتكاك الشخصي والمشاركة المحفزة للتفكير الناقد والحوار المفتوح.
بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن التأثير السلبي للألعاب التفاعلية وغيرها من وسائل التحفيز البصرية والصوتية القصوى والتي غالبًا ما تستهدف جذب انتباه الأطفال الصغار ولكن ليس بالضرورة لتثبيت المعلومات الأساسية لديهم بطريقة دائمة. كما أنه لا ينكر دور الروبوتات والتطبيقات البرمجية الذكية في تقديم الدروس وتقييم فهم الطلبة؛ إلا أنهن غير قادرين حاليًا على استيعاب السياق الثقافي الغني الذي تقدمه التجربة الشخصية داخل الصفوف الدراسية التقليدية.
وفي الوقت نفسه، فإن استخدام المدارس الحكومية وحتى الخاصة لكافة هذه الأدوات بأعداد كبيرة دون تدريب مناسب للاستخدام الأمثل لها قد يؤدي إلى نتائج عكسية حيث تصبح عملية التدريس شبيهة بالقوالب الجامدة مما يحرم طلابنا المستقبل من فرصة تطوير مهارات حياتية ضرورية كالتواصل الفعال وحل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة ضمن بيئة مجتمعية ديناميكية متغيرة باستمرار. بينما توفر البيئات التعليمية التقليدية تلك الفرصة الطبيعية الطبيعية التي تشجع المنظور الشامل للعقل البشري والذي يشمل كل جوانب التعلم اللازمة لبناء شخصية مستقلة قادرة على المواجهة والتكيف حسب احتياجات المجتمع الحديث المتغير بسرعة مذهلة.
الاستنتاج والتوصيات
خلاصة القول، إن الجمع بين التعليم الذكي والتقليدي هو السبيل الآمن لتحقيق نظام تربوي شامل يدعم نمو الأفراد جسدياً وعقليا واجتماعيا روحانيا وكذلك أكاديميا. ولذلك اقتراحاتي التالية لضمان فعالية نظام "التعلم الذكي":
1- توطين المحتوى: تصميم محتوى رقمي يلبي حاجات واحتياجات محلية خاصة بمختلف المناطق والأجيال العمرية المختلفة بناءً على ثقافة وعادات البلدان الأصيلة الموجودة بها . فهذا يساهم في زيادة دوافع التعلم وسط المجتمع المحلي وبالتالي سرعة الاحتفاظ بالمادة المعرفية لفترة طويلة نسبياً مقارنة بنماذج عالمية عامة لم يتم تعديل خواصها الأصلية أصلاً لتلائم خصائص الشعوب الأخرى كالمجهولة بالنسبة لهم مثلا . مثال ذلك بإدخال برامج تلفزيونية وقصص مصورة تحمل رسالة أخلاقيه نبيلة مستمدة مباشرة من تاريخ البلاد القديمة وشعاراتها الوطنية الخالدى والعبر المستخل