• صاحب المنشور: تحية الحلبي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تطور وتزايد اعتماد التقنيات الحديثة خاصة تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح هناك نقاش حاد حول تأثير هذا التحول التكنولوجي الكبير على سوق العمل. يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان وظائف بشرية كبيرة بسبب القدرة المتزايدة للآلات على أداء المهام التي كانت تعتبر تقليديا ضمن اختصاص الإنسان. بينما يؤكد آخرون بأن هذه التكنولوجيا ستخلق فرص عمل جديدة ومبتكرة، مما يعزز الكفاءة الإنتاجية ويحسن نوعية الحياة العمالية.

من الناحية الاقتصادية، يمكن النظر الى التأثير بطريقتين رئيسيتين. الأول هو الجانب السلبي المحتمل حيث قد يتم الاستغناء عن بعض الوظائف الروتينية أو البسيطة لصالح الأنظمة الآلية. وهذا يمكن أن يحدث خصوصا في الصناعات ذات الطبيعة الثابتة والمتكررة مثل التصنيع والمكاتب الخلفية للمصارف. لكن، من الجدير بالذكر أنه حتى في هذه الحالات، فإن العديد من الدراسات تشير إلى أن العمال الذين يتعلمون مهارات جديدة ويتكيفوا مع البيئة الجديدة غالبًا ما يستطيعون الانتقال لأدوار أكثر تعقيدا وأكثر ربحا داخل نفس الصناعة.

فرص العمل الجديدة

وفي الطرف الآخر، تظهر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة تستلزم مجموعة مختلفة تماماً من المهارات. الرعاية الصحية، التعليم، الأمن السيبراني وغيرها من القطاعات تحتاج الآن -وحتما في المستقبل- لموظفين ماهرين في تطوير وصيانة وصقل هذه الأنظمة المعقدة. بالإضافة لذلك، تتطلب الشركات استخدام البيانات الضخمة وهندسة البرمجيات وغيرها الكثير والتي كلها مترابطة مباشرة مع مجال الذكاء الاصطناعي.

في النهاية، يبدو واضحا أنه لا يوجد حل واحد مناسب لكل حالة ولكنه بالتأكيد سيكون ناجحا لمن يتبنى التغيير واستثمار الوقت والجهد لفهم وفهم كيفية دمج الذكاء الاصطناعي بكافة جوانبه في عملهم اليومي.