- صاحب المنشور: عبلة الجبلي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، تفرض التطورات التقنية وتكنولوجيا التواصل رقعة واسعة ومستمرة التغيير على طبيعة علاقاتنا الاجتماعية. هذه التحولات ليست محدودة العمر أو الطبقات؛ فهي تشمل جميع الفئات العمرية وفي مقدمتها الشباب وكبار السن الذين غالبًا ما يعانون من تحديات فريدة فيما يتعلق بالانفصال الرقمي والتكيف مع البيئة الجديدة.
تأثير الإنترنت والوسائل الرقمية:
إن استعمال الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك, تويتر, وإنستغرام لم تعد مجرد وسائل للتسلية بل هي جزء اساسي من حياة الكثيرين حول العالم. حيث يمكن لأي شخص التواصل مع الآخرين بغض النظر عن المسافة الجغرافية. ولكن هذا قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الاتصالات الشخصية وجهًا لوجه خاصة إذا أصبح الاعتماد الكبير على الرسائل الإلكترونية بدلاً منها. وقد وجدت الدراسات أن الزيادة في استخدام الوسائط الرقمية ترتبط بانخفاض جوده العلاقة الحقيقية والشخصية داخل الأسرة والمجتمع المحلي.
التأثير على كبار السن:
كبار السن ليسوا بعيدين عن تأثيرات الثورة التكنولوجية أيضًا. بينما يتمتع البعض منهم بالقدرة والرغبة لاستخدام هذه الأدوات الجديدة، فإن العديد منهم يشعرون بالعجز أمام عدم القدرة على التعامل مع التقنيات المتزايدة تعقيدا بسرعه. وهذا يمكن أن يساهم في زيادة الشعور بالعزلة والعادات المقيدة بسبب قلتهم للتواصل الاجتماعي الذاتي. بالإضافة لذلك، هناك مخاوف تتعلق بالأمان عبر الإنترنت والتي تؤثر بشدة على قرارهم بمشاركة حياتهم اليومية عبر الانترنت مما يزيد الضغط عليهم ويجعلهم أقل مشاركة اجتماعيا.
الاستجابات للأجيال الشابة:
من الجانب المقابل، يبدو الأجيال الأصغر سنًا أكثر طلاقة وقدرة للمواجهة والتفاعل مع تقنيات جديدة كل يوم. لكن رغم ذلك، تبدو الحياة الرقمية لها ثقل خاص بها -حيث أنها تعني فقدانا للخصوصية الشخصية وبناء هويات افتراضيه ربما تكون غير حقيقية تماماً لما هم عليه بالفعل. علاوة علي ذلك ، فإن الوقت الذي يقضى خلف الشاشة يأتي بأعبائه الخاصة أيضا -العزلة النفسيه والإدمان المحتمل للاستخدام المفرط .
البحث عن توازن :
الحل الأمثل يكمن فى تحقيق توازن مستدام بين الواقع الافتراضي والحقيقي. فهذا يعني فهم القيمة لكل جانب وهما مكملتان وليس منافستان. يجب تعزيز المهارات اللازمة لاستخدام التقنيات بطريقة صحيه وإنتاجية ضمن حدود مناسبة تسمح بالتواصل الإنساني الغنى وكذلك المساهمة الإيجابيه المجتمع المضمونة التي يحققها وجود حضور فعلي ملحوظ في حياتنا الطبيعية والأسرية.
وفي النهاية، فإنه ضروري الاعتراف بأن عالم الانترنت يعد اداة قوية ومتعددة الاستخدامات ولكن يستحق التنقيب والتروي قبل الحكم الكامل عليها كمصدر دائم للحلول لفوائده العديدة ولكيفيتها في تغيير ديناميكية الحياة البشرية كما نعرفها الآن ولم تستقر بعد عند وضع تعريف واضح لها داخليا وخارجيًا لكلا الطرفين المعاصر والسابق لهذة الأعاصير الهائلة للعصر الحديث!