- صاحب المنشور: نادين بن الماحي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يُعرف بعصر المعلومات والتواصل الرقمي، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذا الانتشار الواسع للتكنولوجيا والوسائل الإلكترونية قد جلب معه العديد من الفوائد مثل زيادة الوصول إلى التعليم والمعرفة، وتحسين التواصل الاجتماعي، وتسهيل الأعمال التجارية. ولكن رغم هذه الإيجابيات، فإن هناك مخاوف متزايدة حول الآثار المحتملة لهذه التغيرات التقنية على الصحة النفسية للأفراد.
التأثيرات الإيجابية للتقنيات الحديثة على الصحة النفسية
- الدعم النفسي: تقدم المنصات الرقمية مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوات التي يمكن استخدامها لدعم الصحة النفسية. توجد تطبيقات وبرامج تشجع على اليقظة الذهنية، تمارين الاسترخاء، والممارسات الروحية المختلفة. كما توفر بعض المواقع مجموعات دعم حيث يمكن للمستخدمين مشاركة تجاربهم والاستماع إلى قصص الآخرين مما يساعد على الشعور بالدعم والتفاهم.
- الوصول إلى العلاج: جعلت التكنولوجيا العلاج النفسي أكثر سهولة واستيعاباً. من خلال الفيديو كونفرانس أو المكالمات الهاتفية، يمكن الآن الوصول إلى خدمات علاج نفسية احترافية حتى لو كانت غير متوفرة محلياً أو بسبب القيود الجغرافية. وهذا يفتح المجال أمام المزيد من الأشخاص للحصول على المساعدة والدعم عندما يحتاجون إليها.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية (بشكل جزئي): بينما يمكن أن تؤدي الشبكات الاجتماعية إلى عزلة اجتماعية حقيقية لدى البعض، إلا أنها قد تعزز أيضًا الروابط بين الأصدقاء والعائلة الذين يعيشون بعيداً. بالإضافة إلى ذلك، فهي تسمح بتكوين صداقات جديدة ذات اهتمامات مشتركة عبر الإنترنت.
المخاطر المرتبطة بالتفاعل الرقمي والصحّة النفسية
- العزلة الاجتماعيّة: أحد أكبر المشاكل الناجمة عن الاعتماد الزائد على وسائل الاتصال الافتراضي هو فقدان الانخراط الشخصي والحقيقي مع الآخرين. هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الوحدة والإقصاء الاجتماعي، خاصة عند الشباب والشخصيات المكتئبة أصلاً.
- الإجهاد الرقمي: الوقت الطويل أمام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق العقلي والجسدي. العين المتعبة والألم الجسدي ومشاكل النوم كلها تأثيرات محتملة للإستخدام المستمر لأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
- الصدمات العاطفية: التعرض لصور وحالات مؤلمة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية قد يزيد الضغوط النفسية ويسبب الصدمات العاطفية، خاصة لمن هم عرضة للاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- الإدمان: القدرة الكامنة لتطبيقات الوسائط الاجتماعية وغيرها من التطبيقات الرقمية لإثارة الدوبامين -هرمون المتعة في الجسم- يمكن أن يؤدي إلى إدمان رقمي بيولوجي واجتماعي وعاطفي وأخلاقي.
الاستنتاج
على الرغم من وجود فوائد واضحة لاستخدام التكنولوجيا في تحسين الصحة النفسية، إلا أنه ينبغي علينا أن نكون مدركين أيضاً للعواقب السلبية المحتملة لهذا الاستخدام المفرط. تحقيق توازن صحي فيما يتعلق باستخدامنا للتكنولوجيا أمر ضروري لتحقيق رفاهيتنا العامة. إن تعلم كيفية إدارة وقت الشاشة بطريقة مسؤولة واتخاذ خيارات مدروسة بشأن نوع المحتوى المرغوب فيه سيضمن أن يتم استغلال الفوائد الصحية المحتملة للمعل