تحليل تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين: دراسة حديثة

في عالم يتزايد فيه الاعتماد على الأجهزة الرقمية والتطبيقات الذكية يومًا بعد يوم، أصبح من الضروري فهم الآثار المحتملة للتكنولوجيا الحديثة على الصحة الن

  • صاحب المنشور: ميار المهيري

    ملخص النقاش:
    في عالم يتزايد فيه الاعتماد على الأجهزة الرقمية والتطبيقات الذكية يومًا بعد يوم، أصبح من الضروري فهم الآثار المحتملة للتكنولوجيا الحديثة على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. الدراسات الأخيرة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين الاستخدام المتكرر للتقنيات الرقمية والإصابة بأمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.

العلاقة بين استخدام الشاشات والإجهاد النفسي

أظهرت العديد من التحليلات السكانية العالمية ارتفاع معدلات اضطرابات الصحة النفسية لدى فئة الشباب خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. بعض النظريات ترجع هذا الارتفاع جزئيًا إلى الزيادة الكبيرة في الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقين أمام شاشات الهواتف والأجهزة الإلكترونية الأخرى. يُعرف هذا بالسهر الشوكي أو "Screen Time"، والذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الدورة الطبيعية للنوم بسبب الأشعة الزرقاء المنبعثة من هذه الأجهزة والتي تعيق إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في الجسم البشري.

المخاطر الإدمانية المرتبطة بالتكنولوجيا

بالإضافة إلى التأثيرات الفورية على جودة النوم، فإن الانخراط الطويل الأمد مع الوسائل التقنية قد يسبب أيضًا مشاكل إدمانية خطيرة. فقدان القدرة على التركيز عند عدم الوصول لهذه الوسائل وعدم القدرة على إدارة وقت الفراغ بدونها هما مؤشرات رئيسيتان لوجود خطر الإدمان. وفقاً للأبحاث، فإن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساهم في الشعور بالعزلة الاجتماعية وإضعاف العلاقات الشخصية الحقيقية، مما يزيد احتمالية ظهور أعراض الاكتئاب والقلق.

التدخل المبكر وأهميته

من الواضح الآن أنه ينبغي لنا كآباء ومربيين ومختصين صحّيين العمل بنشاط لمواجهة هذه التحديات الجديدة التي تجتاح مجتمعنا الحديث. يشمل ذلك وضع حدود حاسمة بشأن عدد ساعات الشاشة اليومية وتوجيه اهتمام الطفل نحو نشاطات أخرى بناءة مثل الرياضة والقراءة والعزف الموسيقي وغيرها الكثير. كما يجب توفير بيئات منزلية داعمة تشجع على المحادثات المفتوحة حول التجارب عبر الإنترنت واستعمال الإنترنت بشكل عام.

إن التعامل مع آثار التطور التكنولوجي ليس مجرد مسألة تقنية بل يتعلق بصحتنا العقلية الجمعية أيضاً؛ فهي قضية تستحق الاهتمام والدراسة المستمرة لتحديد أفضل طرق الوقاية والمعالجة لمن هم الأكثر عرضة للمشاكل الصحية الناجمة عنها ضمن الفئة العمرية الحرجة - أي فترة الطفولة والمراهقة.


عليان البوخاري

12 مدونة المشاركات

التعليقات