- صاحب المنشور: ريما الزموري
ملخص النقاش:تواجه الدول العربية اليوم تحديًا كبيرًا يتمثل في انخفاض مستوى ثقة الشباب في المؤسسات السياسية التقليدية. هذا الاتجاه ليس فريدًا على الصعيد المحلي؛ حيث تشهد دول أخرى حول العالم نفس الظاهرة أيضًا، مما يثير تساؤلات مهمة حول الأسباب الكامنة خلف هذه الأزمة وكيف يمكن معالجتها.
إن فهم جذور هذه الأزمة يتطلب دراسة متأنية لعدة عوامل مؤثرة. أحد العوامل الرئيسية يكمن في الفجوة الواسعة بين السياسيين والشباب فيما يتعلق بالرؤية والمبادئ والقيم. غالبًا ما يعبر الشبان عن شعور بالإقصاء وعدم التمثيل الحقيقي لمطالبهم وأولوياتهم داخل العملية السياسية. وقد أدى تراكم خيبات الأمل المتكررة بسبب عدم تحقيق الوعود الانتخابية إلى تقوية هذا الشعور بعدم الثقة.
التعليم والدعاية
يُعتبر التعليم أحد أهم الأدوات لتشكيل وجهات نظر الأفراد تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية. إذا كانت المناهج الدراسية لا تتناول جوانب مشاركة المواطنين في الحياة العامة بشكل كافٍ، فإن ذلك قد يساهم في تكوين جيل يشعر بأن السياسة هي مجال محصور بعيد عنه. بالإضافة لذلك، فإن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً محورياً أيضاً في تشكيل الرأي العام وتوجيه تركيز الجماهير نحو قضايا سياسية معينة أو شخصيات سياسية بعينها بطرق ربما تكون أحادية الجانب وغير موضوعية دائمًا.
الأزمات الاقتصادية والبطالة
الضغوط الاقتصادية مثل البطالة وانخفاض مستويات المعيشة يمكن أن تؤثر بشدة على رأي الناس بشأن الحكومات والحكومات المنتخبة. عندما لا يستطيع الشباب العثور على فرص عمل مناسبة ويواجهون ظروفاً اقتصادية صعبة، فقد ينظرون إلى السياسات الحكومة باعتبارها غير فعالة أو غير عادلة أو حتى عديمة الرحمة. وهذا يقوض أي دعم محتمل لهذه الأحزاب أو الشخصيات السياسية التي كانوا يدعموها سابقًا.
العولمة والتغيير الثقافي
في عالم أصبح أكثر ارتباطًا وسرعة تغييرًا، بات لدى شباب اليوم امكان الوصول للمعلومات والمعرفة العالمية بكافة أشكالها عبر الإنترنت ومن ثم مقارنة تجارب الآخرين بتجارب بلدانهم الأصلية. هذا الأمر قد يؤدي لفقدان الإحساس الوطني والإقليمي مقابل زيادة الهوية العالمية المشتركة بين جميع أجيال "جيل الألفية". وفي الوقت الذي يركز فيه هؤلاء الشباب بدرجة أكبر على المساواة الإنسانية والكوكبية، قد يبدو لهم النظام السياسي الحالي محدود التصورات ومتخلف وغير قادر على مواكبة متطلبات مجتمع حديث.