التوبة والنّدم: الدليل الداخلي لقبول التوبة

يشغل العديد من المؤمنين الذين يرغبون في التوبة سؤال حول أهمية الشعور بالندم في عملية التوبة الكاملة. وفقا للشريعة الإسلامية، يعد الندم أحد أهم العناصر

يشغل العديد من المؤمنين الذين يرغبون في التوبة سؤال حول أهمية الشعور بالندم في عملية التوبة الكاملة. وفقا للشريعة الإسلامية، يعد الندم أحد أهم العناصر الرئيسية للتوبة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ". يشير ذلك إلى أنه بمجرد ظهور الحزن والشعور بالتأنيب نتيجة ارتكاب الخطيئة، تكون التوبة بدأت بالفعل.

على الرغم من كون الندم شعورا داخليا يصعب تقديره بشكل خارجي، إلا أنه يمكن تحديده عبر التصرفات الخارجية. عندما يتم الإقلاع عن المعصية، ويكون هناك عزيمة قوية بعدم العودة لها مجددا، فهذه علامات واضحة على وجود الندم. هذا يعني أن الشخص قد بدأ يفكر حقا فيما فعله وبدأ يشعر بالألم النفسي نتيجة لذلك.

الغرض الرئيسي للندم هنا ليس فقط التعاسة بشأن الماضي ولكن لإحداث تغيير مستقبلي. إنه يقود المرء نحو إغلاق صفحة الماضي والبدء بحياة جديدة مليئة بالعزم والإخلاص والإلتزام بتعاليم الإسلام.

في نهاية المطاف، يجب ألّا يؤدي الخوف من عدم القدرة على الشعور بالندم إلى اليأس والعجز. فرغم أن الندم أمر مهم جداً، إلّا أنها حالة داخلية تولد بشكل طبيعي بمجرد إدراك خطورة الذنب والخوف الحقيقي من الله. لذا، دعونا نتذكر دائماً كلمات النبي الكريم: "الندم توبة"، ولنتوجه إلى الرحيم الرحمان طلبا للدعم والصبر خلال طريق التغيير والتطهير الروحي.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog postovi

Komentari