يتمحور مفهوم تخطيط الموارد البشرية حول رسم خريطة مستقبل التدفقين الرئيسيين للموارد - الأشخاص - داخل المؤسسة. هذه العملية تتضمن تحديد الحاجات المستقبلية للأيدي العاملة، وتقدير مستوى الأداء الحالي والمستقبلي للقوى العاملة الموجودة، بالإضافة إلى التنبوء بالتغيرات المتوقعة في السوق الوظيفي. الهدف الأساسي هو ضمان وجود القوى العاملة المناسبة، بالعدد الصحيح والمواصفات الفنية اللازمة، في الوقت المناسب وفي المكان المناسب لتعزيز الإنتاجية والأهداف الاستراتيجية للشركة.
تبدأ رحلة تخطيط الموارد البشرية بفهم عميق للهيكل التنظيمي للمؤسسة وأهدافها طويلة المدى. هذا يساعد على توضيح متطلبات كل قسم من الأقسام فيما يخص مهارات وخبرات العاملين فيه. بعد ذلك، يتم إجراء دراسات سوق العمل لفهم الاتجاهات الحالية والمستقبلية في مجال الاحتياجات البشرية. هذه الخطوة ضرورية لتوقع الطلب والعرض المحتملين في السوق ولتحديد الفرص والتحديات المحتملة.
إحدى الأدوات الرئيسية المستخدمة في تخطيط الموارد البشرية هي "تحليل النماذج"، وهو عملية تستخدم بيانات التاريخ الماضي للتنبؤ باحتياجات المستقبل. يمكن أيضًا استخدام نماذج أكثر تعقيداً تستند إلى التحليلات الإحصائية مثل الانحدار الزمني أو الشبكات العصبونية إذا كانت البيانات متاحة بشكل كافٍ.
بمجرد الحصول على تقديرات واضحة لأعداد ونوعية القوى العاملة المطلوبة بالمستقبل، يأتي دور وضع خطط تنفيذ هذه الخطط. قد يشمل ذلك تطوير برامج تدريب للعاملين الحاليين لتحقيق المهارات الجديدة الضرورية، البحث عن موظفين جدد عبر قنوات مختلفة بما فيها مواقع الوظائف الإلكترونية والتواصل مع الجامعات والكليات والمدارس الثانوية التقنية، وكذلك تصميم حوافز وعروض جذب تنافسية لجذب المواهب الأكثر طلبا.
بالإضافة لذلك، يعد الرصد الدائم لمجموعة الموظفين ومراقبة أدائهم جزء مهم جداً من استراتيجية تخطيط الموارد البشرية الناجحة. وهذا ليس فقط لإدارة الأداء بل أيضاً للحفاظ على الروح المعنوية الجيدة وتحسين بيئة العمل العامة مما يساهم في زيادة رضا العملاء والإنتاجية الشاملة للمؤسسة.
وفي النهاية، فإن نجاح برنامج تخطيط موارد بشرية فعال يحتاج إلى نهج شامل ومتكامل يستوعب جميع جوانب إدارة الموظفين ويأخذ في الاعتبار مختلف العوامل الخارجية والداخلية المؤثرة عليه.
