الحمد لله، يمكن للمسلمين الذين يرغبون في تلقي العلاج في دول أخرى الحصول على المساعدة اللازمة بشأن حجز العمليات الجراحية المصرح بها وفق الشريعة الإسلامية. تعتبر هذه الخدمة نوعاً من "الجعالة"، وهي عقد يقوم فيه شخص بتقديم خدمة مقابل مبلغ ثابت أو نسبة معينة. ومع ذلك، يجب توخي الحذر عند التعامل مع عمليات التجميل؛ فهي تشمل جوانب مباحة وغير مباحة حسب الغرض منها.
تعتبر عمليات التجميل التي تستهدف علاج مشكلة طبية أو إعادة بناء عضو مفقود بسبب حدث غير متعمد أمرًا مشروعًا. ولكن تلك التي تُجرى لتحسين المظهر ولمجرد زيادة الجاذبية هي ممنوعة شرعاً. قد يكون الأمر محيراً إذا لم يكن سبب طلب الشخص معروفاً تمام المعرفة. في مثل هذه الظروف، يبقى الأصل هو الإذن بالمساعدة إلا إن ثبت خطأً أن النتيجة ستكون مخالفة للشريعة.
لتوضيح الأمور بشكل أفضل وتوعية الجمهور، يوصَى بأن يتم نشر رسالة واضحة عبر الإنترنت تشير إلى حدود تقنين العملية وحرمتها. يشمل هذا التنبيه أمثلة مثل منع ربط فتحة الفرج لدى النساء بهدف تغيير الحالة الطبيعية لها، وكذلك تجنب الإجهاض بعد دخول روح الطفل واستخدام وسائل الخصوبة الاصطناعية غير المرخصة دينياً.
إذا تمكن أحد الأشخاص ممن يساعدون في ترتيبات العملية من معرفة أنها تتعدّى الحدود الدينية، فإن الواجب عليهم هو الامتناع عن تقديم أي دعم لهذه العملية المحظورة. نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يرفع عنا البلاء.