تطورات الذكاء الاصطناعي: تأثيرها على التعليم والتدريب المهني

مع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وقد ترك هذا التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي

  • صاحب المنشور: إخلاص السيوطي

    ملخص النقاش:
    مع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وقد ترك هذا التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي بصمتها الواضحة على مختلف القطاعات، ومن بينها التعليم والتدريب المهني. وفيما يلي نظرة تفصيلية على كيف غير الذكاء الاصطناعي هذه المجالات وكيف يمكن لهذه التغييرات أن تشكل مستقبل التدريس والتعلم المهني.

**التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي**

لقد حول الذكاء الاصطناعي الطرق التقليدية للتدريس إلى تجارب تعليمية أكثر تخصيصاً وتفاعلية. أدوات التعرف الضوئي على الحروف (OCR)، برامج تحليل اللغة الطبيعية (NLP)، وروبوتات المحادثة (Chatbots)، جميعها أمثلة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير دعم شخصي لكل طالب حسب احتياجاته.

على سبيل المثال، يمكن لبرمجيات OCR مساعدة المعلمين في تصحيح الأوراق بسرعة أكبر بدقة أعلى مما يوفر الوقت للمدرسين للاستثمار فيه في الجوانب الأخرى من العملية التعليمية مثل تقديم الدعم الفردي للطلبة الذين يحتاجون إليه. كما توفر تقنيات NLP حلاً ذكيًا لمراجعة الروابط الضعيفة لدى الطلاب حيث أنها قادرة على تحديد نقاط ضعفهم بمجرد قراءة كتابتهم أو كتابتهم لرسالة قصيرة. بالإضافة لذلك فإن روبوتات المحادثة تعمل كمرشدين افتراضيين تقدم المساعدة الذاتية طوال النهار والليل بعكس البشر لديهم ساعات عمل ثابتة.

**الذكاء الاصطناعي وتدريب القوى العاملة المستقبلية**

أما بالنسبة للتدريب الوظيفي فقد تغير أيضًا بسبب الذكاء الاصطناعي. إن الآلات الآن ليست مجرد أدوات لإنتاج البضائع بل هي شريكة للإنسان داخل مكان العمل وستحتاج قوى العمل الجديدة مهارات جديدة تتناسب مع طبيعتها الجديدة. هنا تأتي دور الذكاء الاصطناعي في سد تلك الفجوة عبر تزويد العاملين بالتدريب اللازم لاستخدام الأجهزة الحديثة بكفاءة. ولكن الأمر الأكثر أهمية هو القدرة على فهم واستخدام البيانات التي تولدها هذه الأنظمة والتي قد تحتاج أيضا تدريب خاص.

كما تساهم نماذج تعلم الآلة في تطوير دورات التدريب المصممة خصيصا بناءا على شخصية المتدرب وأسلوب التعلم لديه. وبالتالي يتمكن الأفراد من الحصول على معلومات ذات صلة مباشرة بهم وهذا يؤدي إلي زيادة مشاركة الأشخاص في عملية التعلم وتحسين فرصهم بالنجاح فيما بعد. أخيرا وليس آخراً هناك مجال كبير للعمل المشترك بين الإنسان والآلات حيث يستطيع كل طرف إضافة القيمة لما يقوم به الآخر ويستفيد منه بطريقة متبادلة المنفعة.

هذه بعض الأمثلة لكيف أثرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالفعل على مجالي التعليم والتدريب المهني وستكون له آثار عميقة على مستقبلهما. فبينما نحن نواصل الإبحار نحو عصر جديد مدعوما بتطور التكنولوجيا فإننا ملزمون بإعادة النظر في طرق توصيل المعلومات وإعداد العمال لأعمال الغد.


عبد الودود بن عزوز

3 مدونة المشاركات

التعليقات