لا شك في أن ماضِ الإنسان يؤثر في حياته الحاضرة والمستقبلية، فإن كان يمكن للإنسان في القدم أن يرتحل م

لا شك في أن ماضِ الإنسان يؤثر في حياته الحاضرة والمستقبلية، فإن كان يمكن للإنسان في القدم أن يرتحل من بلد إلى آخر فيتسنى له بذلك بدء حياة جديدة بعيدا

لا شك في أن ماضِ الإنسان يؤثر في حياته الحاضرة والمستقبلية، فإن كان يمكن للإنسان في القدم أن يرتحل من بلد إلى آخر فيتسنى له بذلك بدء حياة جديدة بعيدا عن ملاحقة العار أو الفضيحة له ، فكيف له ذلك اليوم ؟ خصوصا وإن كان ما يهرب منه قد نشر على شبكة الانتزنت ؟

كيف له أن يُنسى رقمياً ؟

هذا ثريد عن حق من حقوق الإنسان المهمة وهو حقه في ( الدخول في طي النسيان الرقمي )

يقول السياسي الفرنسي جاك ثيرود :

( القدرة على حفظ البيانات بفضل الثورة الرقمية هي النقطة التي من شأنها أن تقوض أهم الحقوق الأساسية للإنسان وهو الحق في أن يُنسى)

كان حكم المحكمة الأوروبية رقم 12/131-سي لعام 2014 ضد محرك البحث الشهير «غوغل» شرارة البداية لمطالبات المستخدم الأوروبي بحقه في الدخول في طي النسيان الرقمي.

ويعرّف هذا الحق على أنه (التزام المحتفظ بالبيانات بالمحافظة عليها وضمان حق أصحابها بالمطالبة بحذفها حمايةً لهم من «ماضيهم» )

وفي قضية اشتهرت باسم (ماريو موستيغا ) ضد محرك البحث «غوغل اسبانيا» و «غوغل الأم» أصدرت المحكمة الأوروبية حكمها الذي

" أكد على حق مستخدمي الانترنت بمطالبة محركات البحث بإزالة النتائج التي تتعلق بهم ... حتى وأن كانت النتائج صحيحة طالما رغب أصحابها في نسيانها "

بل وقد أكدت التشريعات الأوروبية أن ما كان قد نُشر في الماضي بحسبانه بيانات عامة ، فإن من حق أصحابها المطالبة بدخولها في طي النسيان ، إذ أن ما كان عاماً في السابق سيكون ضمن الحياة الخاصة مستقبلا أو من الأسرار ، وبالتالي من حق أصحابها المطالبة بحذفها ودخولها في طي النسيان الرقمي.


جواد الدين بن شريف

6 مدونة المشاركات

التعليقات