ليس هناك شكّ بأنّ الله سبحانه وتعالي مستقل بذاته، حيٌ قادر على كل شيء, بعيد المدى وجليل القدر، وليس كما تخيله البعض فراغاً أو غير موجود أصلاً! إن هذه الأفكار الفاسدة هي غرز شيطانية تسعى لإثارة الارتباك والحيرة بين المؤمنين لتضعف إيمانهم.
الله عز وجل يتميز بحقيقة جوهرية موجودة ومتميزة بكمال الصفات - الحياة والعظمة والقوة والمعرفة والحكمة وغيرها مما ورد ذكرها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية. إنه القادر الوحيد الذي يستحق العبادة والإجلال.
بالرغم من حقائق وجود ذاته وصفته إلا أنه يجب التنويه إلى نقطة هامة وهي تحريم التصور العقلي لطبيعة الخالق. فنحن البشر محدودون بطبيعته المجردة بينما الله واحد وخالق الكل. لذلك تجنب أي محاولة لرؤيته بصورة مادية لأنّه transcends (يتخطى) حدود تصوراتنا الإنسانية.
والخلاصة هنا أنها دعوة للاستمرار بالنظر بالإيمان والثقة الراسخين بدلاً من الوقوع بفخ الوساوس والشكوك المغرضة والتي تدفع نحو التساؤلات التي قد تؤدي بنا لطريق الضلال. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:"إذا أتاك الشيطان ثلاث مرات فأعرض عنه"، ثم أكمل حديثه قائلاً "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء أحدكم والشيطان يستفزوه فتلت عنه فقال: أنا عبد الله وأني أخلق ما أصنع..." الحديث رواه أحمد (25671).
فلنترك الذهن زاخراً بإيماننا ونبتعد عن تلك الوساوس اللازمة. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظنا جميعاً ويحمينا من مكائد إبليس الرجيم.