الحجامة هي موضوع خلاف بين الفقهاء، حيث يرى بعضهم أنها تفطر الصائم، بينما يرى آخرون أنها لا تفطر. إذا كنت تعتقدين أن الحجامة تفطر الصائم، فلا يجوز لك أن تحجمي صائمة، حتى لو كانت هي على مذهب من لا يفطّر بالحجامة. ذلك لأنك ستكونين تعينين على فعل محرم في اعتقادك، وهو تفطير الصائم بدون عذر شرعي.
الفقهاء قرروا أن من يرى إباحة فعل ما، لا يجوز له أن يتعاون مع من يرى تحريمه، والعكس صحيح. فإذا كنت تعتقدين أن الحجامة تفطر الصائم، فلا يجوز لك أن تحجمي صائمة، حتى لو كانت هي على مذهب من لا يفطّر بالحجامة.
ومع ذلك، إذا كانت الحجامة ضرورية لعلاج مرض موجود أو لتجنب مرض متوقع، ولا يمكن تأجيلها إلى بعد الإفطار، فهذا عذر للإفطار، ولا حرج عليك في عمل الحجامة حينئذ؛ لأنها إعانة على الفطر الجائز. أما إذا أمكن تأجيلها بعد الإفطار، أو لم تكن من أجل مرض موجود أو متوقع، وإنما هي عادة للمحجوم، فهنا يقال: لا يجوز للحاجمة التي تعتقد أن الحجامة مفسدة للصيام أن تعملها لغيرها.
والله أعلم.