الحمد لله، فيما يتعلق بالحالة التي ذكرتها، هناك عدة نقاط مهمة يجب فهمها:
أولا، يجب عليك وعلى زوجتك الامتناع عن الطعام والشراب والممارسة الجنسية وغيرها من الأمور التي تنفيث الصوم منذ طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس. وهذا مستند إلى الآية القرآنية "وكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ". لذا، سواء كنت تأكل شيئاً أم لا عندما تطلع الفجر، فعليك بالتوقف.
إذا حدث وطءٌ في بداية الفجر ثم تم التوقف فورياً، فلا مشكلة في ذلك والصيام يبقى صحيحاً. ولكن، إذا استمر الوطء بعد معرفة طلوع الفجر، فهذا يعد فساداً للصيام. وفي هذه الحالة، يلزم الشخص الذي فعل ذلك قضاء اليوم بالإضافة لدفع كفارة تتضمن إطعام عشرة مساكين. كما أنها نفس الأحكام بالنسبة للمرأة لو كانت موافقة ومتعاونة.
أما بالنسبة لتحديد وقت الفجر، فهو ليس فقط مجرد سماع الأذان. يمكن التعرف على الفجر من خلال علاماته المميزة والتي تشمل ظهور الضوء الأبيض بعد الظلام الدامس. الكثير من المباني الحديثة والحمول تشوه الرؤية الطبيعية للفجر مما يستوجب استخدام وسائل أخرى للتحقق به. لذلك، يُفضل الاحتفاظ ببعض الوقت بين انتهاء الجماع وتوقيت الأذان للتأكّد بشكل أفضل من عدم دخول وقت الصلاة.
بالنسبة لسماع الأذان بناءً على ساعات الساعة أو تقاويم، فهي ليست دليل قطعي على حدوث الفجر نظرًا للاختلاف الواسع في الدقة بين أنواع مختلفة من الساعات والتطبيقات الإلكترونية المستخدمة لتقدير توقيت الفجر. لهذا السبب، يشجع العلماء المسلمين دائماً على توخي الحرص والعناية بصيامهم وصلواتهم باتباع نهج "دع ما يريبك لما لا يريبك"، أي ابتعد عن الشبهات نحو الأفعال اليقينية والمعلومة قطعاً. ومن المستحب أن تعتبر كل الأعمال المحتملة لإبطال الصوم ضمن نطاق الأذكار المحرمة حتى تتم التأكد تماماً من طلوع الفجر.
وفي النهاية، دعونا نتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه"، حيث يحذرنا من الوقوع في شبهات قد تؤدي بنا للإثم والإثم يؤدي للعقاب الأخروي.