• صاحب المنشور: مآثر الزموري
  
  ملخص النقاش:
  تمثل هذه المناقشة محاولة لفهم العلاقة المتنامية بين البشرية والذكاء الاصطناعي (AI). يبدأ Retag Aljohary بالتنبيه إلى المخاطر المحتملة لتبعية الإنسان للأدوات الذكية، حيث قد تؤدي هذه التبعية إلى إنتاج نسخة انسانية ضعيفة ومتناسخة. وأشارت أيضًا إلى ضرورة إعادة النظر في العلاقات البشرية مع التكنولوجيا لمنع اختفاء الهوية الفريدة للإنسان.

من جانبه، يدحض نهى المنوفي هذا الرأي السلبي مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي ليس غاية بحد ذاته وإنما أداة قابلة للاستخدام لتحسين الحياة البشرية. وفقًا لها، يمكن لهذا النوع من التكنولوجيا مساعدة الناس في التعامل مع المشكلات المعقدة وتعزيز الإبداع البشري بأكثر الطرق جدارة بالقوة. لكنها شددت كذلك على أهمية تنظيم استخدام هذه التقنية وضمان احترام الحقوق والمبادئ الأخلاقية العالمية للحفاظ على مكانة الانسان داخل المجتمع العالمي المتطور تكنولوجياً.

رجاء الراضي تضيف طبقة أخرى للموضوع عبر التأكيد على حاجة الجمع بين الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي والصيانة الدقيقة لقيم الشعب البشري الأعظم. وهي ترى بأنه بينما يحمل الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد، فإن تركيز القدر الكبير جدًا منه لأخذ زمام الأمور قد يجلب عواقب كارثية غير مقصودة بالنسبة للإنسانية. ولذا فهي تسعى لجذب الانتباه باتجاه العمل الجماعي نحو تصميم وصياغة نظام شامل قادرعلى التحكم والاستفادة المثلى من قوة الذكاء الاقتصادي وبالتزامن معه المحافظة على خصوصيات وكيانات بني آدم الأصيلة .

وتأتي مشاركة نور الشميري كمراجعة أخيرة لهذه الدائرة الجدلية ، إذ وفي حين أنها رحبت برؤية أكثر عملية فيما يتعلق بإمكانيات تطوير التطبيقات عالية الشأن باستخدام التكنولوجيا الناشئة وما توفره لهم من فرص جديدة وغنية بالمغامرات والإنجازات ,‏ إلّا انها تجدد الدعوة وانتقاد خطورة المركز الواحد المعتمد حصراً علي التقنية الجديدة فهو الأمر الذي ربما يفقد الدول نشاطاتها وانفتاحاتها الداخلية وذلك حسب توصيتها بان تولي الحكومة اهتمام كبير بابراز المهارات البشرية واسهاماتها البرّاقة كتجمّعات مجتمعية تعمل جنبا الى جنب مع النظام الرقمي الجديد وستكون بذلك قادرةعلي مواجهة كل المغريات والعواصف المضادة لها والتي ستتنافى مع طبيعتها الأولى.

بالختام، يُظهر هذا النقاش ازدواجية المواقف تجاه تأثير الذكاء الاصطناعي على الشخصية الإنسانية؛ البعض يرى فيه خطرٌ محتمل يهدّد الطابع الخاص للإنسانية بينما الفريق الآخر يشعر بالأمل بسبب قدرته على رفد حياة الأفراد بمزيدٍ من سهولة الخدمات وتحقيق العطاء الأكبر للعقول المؤثِّرة المنتجة دائمًا .