#زبونالصابون

1

زبون الصابون

أقف يومياً خلف آلة عد النقود في المعرض الكبير ..

أحد الزبائن كان يدخل بشكل يومي ليشتري الكثير من الصابون ..

لفت نظري أناقته وجماله ورائحة عطره التي تظل تدور في المكان بعد مغادرته

كان طويل القامة أنيق بشكل مفرط

عندما نركب أنا والبنات في الحافلة

زبون الصابون

2

التي تقلنا إلى منازلنا لم يكن لنا حديث سوى زبون الصابون الجميل

كنت أنا من يبدأ الحديث عنه مع البنات

كنت استمتع في سماعهن وهن يتغزلن فيه

صوته ، رزانته ، وأجدني لا شعورياً ابتسم

حاولت يوماً أن اتجراء وأسأله عن شراءه الصابون بهذه الكميات الكبيرة وبشكل يومي

لم أستطع

زبون الصابون

3

كان وجوده طاغياً

كانت البنات تتمنينه إلا أنا فإنني أحلم بالزواج من إبن عمي تركي

لكن تركي كثير الأسفار لا يكاد يستقر في الرياض

قليلاً قليلاً بدأت أفكاري تتجه إلى زبون الصابون

في يوم لم يحضر

شعرت بالقلق

ولكن ربما تأخر وسيأتي

ولكنه لم يأتي

وكذلك في اليوم التالي

4

دخل من الباب كدت أن أصرخ

وأمسك نفسي كي لا أطير للقاءه

ولففت ذراعيّ على صدري كي لا يقفز قلبي من مكانه

ولعله فهم شعوري في تلك اللحظة

لأنه اتجه إلي اتجه مباشرة

ابتسم

ابتسامة وضيئة ساحرة

لم أستطع أن أبعد عيني عن وجهه

يتحدث ولم أعي ما يقول

كانت الدموع تتجمع في حلقي تخنقني

زبون الصابون

5

عبرة غريبة

وعند استلامي ثمن الصابون من يده أحسست بدفء يده يمسك بيدي

وتدفق سيل الدموع من عيني

ضحك وقال :

كل هذه الدموع من أجلي يا بنت

أنا أحبك وهذا ما جعلني أشتري الصابون كل يوم كي أراكِ

مسح دموعي بكلتا يديه

وقال

لمَ لا تتكلمين