إشادة الإمام الشافعي بسورة العصر: دعوة للتأمل وهداية للإنسانية

نسبت العديد من المصادر الفقهية والإسلامية إلي الإمام الشافعي قوله إن "لو نزلت هذه السورة (العصر) لكفيت الناس"، مما يعكس تقديره الرفيع لهذه الآيات المب

نسبت العديد من المصادر الفقهية والإسلامية إلي الإمام الشافعي قوله إن "لو نزلت هذه السورة (العصر) لكفيت الناس"، مما يعكس تقديره الرفيع لهذه الآيات المباركة. يدعم هذا الرأي مجموعة من الروايات التي تشدد على عمق المعاني والفوائد الكامنة في سورة العصر. فهي تبدأ بركن أساسي وهو مفهوم الوقت ("العصر") وتعكس أهمية الاستخدام الأمثل لهذا النعمة النادرة في حياة البشر. ثم تستعرض صفات المؤمن الحق بشكل واضح ومختصر، حيث يشترط الدين الإسلامي أربع سمات رئيسية للحياة الناجحة: الإيمان، العمل الصالح، التواصل حول الخير وتحقيق العدالة الاجتماعية، والصمود أمام المصاعب.

يوضح المفسرون القدامى مثل ابن القيم كيفية تضمين تلك الآيات لفلسفة إرشادية شاملة. فعلى سبيل المثال، تنقسم الحياة الإنسانية حسب السورة بين من انغمس بخسارة حياته بلا هدف وبين رابح حقق تكامل الذات من خلال إيمان عميق وجهود صادقة لدفع المساعي النبيلة بغرس بذور الأخلاق الحميدة وصبرها تجاه العقبات الطبيعية والمستمرة. إنها تأكيد لما تطالب به رسالة رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ الدعوة لكل قلب حي لتقبل هديه الخاص بإعادة اكتشاف الغرض الأعظم لحضورنا علي الأرض واستخراج أفضل ما يمكن تحقيقه منها. لذلك يعد وصفُها بأنها "حجة" مناسبا للغاية نظرا لقدرتها العميقة التأثير لتحويل مسارات الأفراد نحو النهوض بالسلوك البشري للأعلى وللأفضلية فوق مستوى التفكير السلبي وسوء التصرف والتي غالبا ماتؤثر علينا جميعاً بطريقةأو بأخرى طوال فترة وجودنا.

وفي نهاية المطاف، تصنف التعاليم المقدسة لسورة العصر طريقا ميسرا لإدراك الحقيقة ومعرفة القلب وخلاص الروح وفلاح الدنيا والأخرى. وقد وضع أبو عبد الله الشافعي -رحمه الله- بصماته الخاصة بتقديم تسجيل شفهي مجازيًا يحث المسلمين لاستخلاص أكبر قدر ممكن من درر هذه الوحي الإلهي كجزء أصيل ضمن تراث الرسالات الإسلامية العظيمة المضمونة الصحاحاة بمجموع الحديث النبوي الشريف والسنة المصطفوية المحمدية المبينة لهدى رب العالمين عز وجل.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer