- صاحب المنشور: عياش بن شماس
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي الذي نعيش فيه، برزت التكنولوجيا كعنصر أساسي مؤثر في مختلف جوانب حياتنا اليومية. هذا التأثير ليس مقتصراً على جوانب اقتصادية وثقافية فحسب، بل يتعداه ليصل إلى البنية الأساسية للأسرة والمجتمع التقليدي. بينما توفر لنا التكنولوجيا العديد من الفرص للتواصل والتعلم والتطور، فإنها قد تؤدي أيضاً إلى تحديات غير متوقعة فيما يخص تماسك وترابط العائلات وقوتها الأخلاقية والقيمية.
من جهة، سهلت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة العلاقات بين الأفراد مما جعل العالم يبدو أصغر حجماً وأكثر سهولة للوصول إليه. ولكن من الجهة الأخرى، أدى الاستخدام الزائد لهذه الوسائل غالباً إلى تقليل الوقت والجودة المتاحة لقضاء اللحظات العائلية الحقيقية وجهاً لوجه. يشعر الكثير من الآباء والأطفال بالقلق بشأن القدرة على إدارة وقت الشاشة المناسب لمنع الاعتماد الكثيف عليها والذي يمكن أن يؤدي إلى عزل اجتماعي وانخفاض المهارات الاجتماعية الإنسانية الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف تتعلق بالأمان مثل التعرض للمحتوى غير المناسب عبر الإنترنت وخطر التحرش الإلكتروني وغيرها من المخاطر الأمنية التي تهدد الأطفال والشباب تحديداً.
وفي ظل هذه التغيرات، نجد ضرورة إعادة النظر في كيفية استخدام التكنولوجيا بطريقة تعزز من قوة الروابط الأسرية وليس تفكيكها. يجب تشجيع المحادثات المفتوحة داخل العائلة حول استعمال الإنترنت والعادات الصحية الرقمية مثل حدود زمنية واضحة واستخدام الغرف المشتركة لعائلية أثناء الدردشة أو اللعب عبر الشبكات العنكبوتية العالمية. كما يعد التعليم والتوعية الفعالان هما مفتاح فهم وإدارة الظواهر الجديدة الناشئة ضمن فضاء تكنولوجي واسع ومتغير باستمرار وبالتالي حماية قيمنا الأسرية وتعزيز مكانتها وسط كل تلك الموجات الثورية المعلوماتية الحديثة.