- صاحب المنشور: مديحة بن زروق
ملخص النقاش:يواجه العالم تحديات بيئية متزايدة نتيجة لتغير المناخ العالمي، وتعتبر المنطقة العربية وفي القلب منها دول الشرق الأوسط واحدة من أكثر المناطق تأثراً بهذه الظاهرة. حيث تؤثر التغيرات الحرارية والفيضانات والجفاف المتكرر بشدة على القطاع الزراعي الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد في الكثير من هذه الدول. هذا المقال سوف يستكشف كيف يؤثر تغير المناخ على الزراعة في منطقة الشرق الأوسط ويستعرض الاستراتيجيات المحتملة لمواجهة هذه التأثيرات.
ارتفاع درجات الحرارة وجفاف التربة
ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري يسبب جفافاً غير مسبوق، مما يؤدي إلى نقص كميات المياه اللازمة للزراعة. بالإضافة إلى ذلك، تتسبب الأمطار الغزيرة المفاجئة (الفيضانات) في تآكل التربة وفقدان خصوبتها. وقد أدى الجفاف المستمر إلى انخفاض محاصيل رئيسية مثل القمح والشعير، وهو ما له عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة بالنسبة للدول المعتمدة كلياً تقريباً على استيراد الغذاء.
آثار تغير أنماط الطقس
تغير أنماط هطول الأمطار أصبح ظاهرة ملحوظة أيضاً. ففي بعض السنوات، يتم تسجيل معدلات أمطار أعلى بكثير من المعدل الطبيعي بينما قد تمر سنوات بأخرى بدون أي مطر تقريباً. وهذا الانقطاع الكبير بين فترات الخير والشر يصعب على المزارعين التخطيط والإنتاج الصحيح للمحاصيل. كما يمكن للأمطار الشديدة التي تحدث بعد فترة طويلة من الجفاف أن تضر المحاصيل بالفعل لأنها غالبًا ما تكون ثقيلة جدًا بحيث لا تستطيع تحمل وزنها الثقيل.
الحلول المقترحة لتعزيز المرونة الزراعية
من أجل تحقيق بعض المرونة أمام التأثيرات الخطيرة الناجمة عن تغيّر المناخ في قطاع زراعة المنطقة العربية، هناك عدة حلول مستندة إلى البحث العلمي والتجارب العملية:
- تنويع الأصناف: البدء بزراعة أصناف مقاومة للجفاف وأكثر قدرة على التحمل للحرارة المرتفعة.
- إدارة أفضل لمياه الري: استخدام تكنولوجيا الرش بالتنقيط الحديثة وكفاءة أكبر لاستخدام المياه.
- الحلول التقليدية: العودة لاستخدام الأساليب القديمة لتحسين بنية التربة والحفاظ عليها وخفض فقدان مواد مغذية أثناء عمليات الري (على سبيل المثال باستخدام الكومبوس).
- المشاركة المجتمعية: تعليم مجتمعات المزارعين حول إدارة المخاطر واستراتيجيات الاعتماد الذاتي الغذائي.
- العلم لدعم السياسات العامة: إنشاء سياسات دعم علمية مدروسة تدعم تحويل النظام الزراعي نحو المزيد من الاستدامة والقدرة على مواجهة مخاطر التغيير البيئي المستقبلي.
هذه هي بعض الاقتراحات الرئيسية لكنها ليست شاملة ولا تشمل جميع الأدوار المعقدة لهذا الملف الحيوي والذي يشهد تحولات هائلة حالياً تحت ضغط تغير المناخ عالميا وعربيا خصوصا .