إرشادات شرعية حول الشك المتعلق بالإيمان: عندما يكون لديك شكّ

في حين يبدو المنطق منطقيًا عند البعض، بالنسبة للمسلمين، فإن مجرد وجود شبهة أو شك بشأن حالة إيمان المرء لا يعني بالضرورة أنه يجب تشكيل الشهادتين فوريًا

في حين يبدو المنطق منطقيًا عند البعض، بالنسبة للمسلمين، فإن مجرد وجود شبهة أو شك بشأن حالة إيمان المرء لا يعني بالضرورة أنه يجب تشكيل الشهادتين فوريًا كتدبير وقائي. وفقا للشريعة الإسلامية، الشخص الذي حفظ إسلامه بشكل واضح لا يمكن أن يفقد حالته بدون دليل قاطع.

حتى لو كنت مدركا لحكم قضية ما باعتبارها كفر، ثم بدأ لديك شك حول احتمالية أن تكون قد مارست تلك الخطيئة في الماضي، فلا يوجد أساس للتعبئة بالسخرية. الأصل هو عدم القيام بتلك العمل. لذلك، لن يكون هناك حاجة لتجديد الشهادتين. تطبيق مثل هذه السياسة سيؤدي إلى خلق مجال للمشاكل النفسية الناجمة عن الوحدة (الخوف الداخلي) والشك الدائم. كلما عرف شخص ما بأن تصرف أو كلام معين هو كفر، سيتحقق دائما فيما إذا قام بالفعل بهذا التصرف أم لا ويتوجه إلى الشعائر! وهذا شيء غير صالح ويمكن أن يؤدي إلى تداعيات كبيرة بما فيها اتهام الآخرين بالكفر -وهذا أمر مخالف تمامًا للحقيقة-.

الدليل على ذلك موجود في عدة مراجع دينية مهمة منها "الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل"، حيث يتم التأكيد على ضرورة العودة للعقل السابق قبل افتراض الزنادقة الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، لم نجده مدونا ضمن التعاليم الرئيسية لدى الحنفية، الذين يشير بعض العلماء منهم إلى أن الرضا بكفر غيرة ليس بذاته جريمة حسب فهمهم للقانون الديني.

ولكن يجب أن نتذكر جميعاً أن الواجب الأكبر هو الوقاية من الظنون والشعور بالندم. المشاكل الحقيقية تنشأ عندما تبدو الحقائق العلمية وكأنها رياضية بلا عواقب أخلاقية. لهذا السبب، من المهم جدا الاحتفاظ بالأمور العقائدية كأسرار مقدسة تحتاج للاحترام والدراسة المدروسة بدلاً من التحويلها إلى سيناريوهات محاسبية عادية.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments