في رحاب الوحي الإسلامي الشريف، يشهد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على وجود أبواب عدة لنيران البرزخ المقفرة. فقد ذكر القرآن الكريم بأن هناك سبعة أبواب لكل واحدة منها مصير مختلف لأصحاب الذنوب والمعاصي المختلفة بناءً على عملهم وخروجهم على أمر الله عزّ وجل. جاء في الآيات المباركات: "ولكل باب منهم جزء مقسوم" [الحجر:44].

ويوضح لنا الحديث النبوي المروي عن أم المؤمنين أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن للجنة ثمانية أبواب". عند الاستفسار عن سبب الزيادة، أجابه الرسول الكريم قائلاً: "إن هؤلاء الثلاثة هم للصادقين الصادقين الذين نقول فيهم صدقت وفعل الصدق ومضى بالصدق" (رواه الترمذي). أما بالنسبة للأبواب السبعة لجحيم العقاب، فهي موجهة خصيصًا للعصاة والمتمردين على شرع رب العالمين حسب تفسيرات القرطبي وابن كثير وغيرهما من علماء الدين خلال العصور الإسلامية المتقدمة وعصرنا المعاصر أيضًا.

يتنوع أشكال وطرق التعذيب داخل تلك الأبواب وفق درجة الخطيئة ونوعها لدى كل فرد مما يؤدي إلى تفاوت مستويات العقوبات بين ذوي الجرائم الصغيرة نسبيًا وبين غيرهم ممن ارتكبوا إثم جسيم يعادل الوقوف ضد الموحد الواحد الحق جل وعلى. فالبعض سوف تصل إليه حميمة النار حتى اخمص القدم بينما الآخر سيشتعل جسمه حريقا ولا يغوص منه إلا رأسه فقط! وقد تصبح اللحومات للنار ذاتها بدل الفراش المعتاد بالإضافة لاستخدام السلاسل والقيد لإيقافه مدى الدهور الأولى... وكل هذا غيرة وغضب لله ليس بسبب شرك أصغر بل لأنه قد سوغ بذلك طريق الفتنة والشرك الأكبر بكفر أبشع صوره.

وفي يوم الحساب الأخير أمام ملك الملكوت جل جلالته وإبداع قدرته، ستظهر جحيم العذاب مكتملة هيبة ورعب قاسية الشكل لدرجة أن المرء سيرى لها ظهورا كالضباب البعيد المنظر حين يقتربون لرؤيتها باعتبار عطش قلوب الظالمين المغرورة بها شيئا سهولا مرئي العين البشرية بلا استثناء!. لكن سرعان ما تتغير الروية عندما يقترب الكفار أكثر فأكثر حتى تستقبل عدداً هائلا من العملاء بكل بشاعة مهولة متمثلة بسلسلة طولية بلغ طولها الحد الأعلى وهو عبارة عن شنابر ضخمة يحملها جنود نفر ميئوس منه تمام اليأس تجرها بسرعة عجيبة نحو الهاوية الهادمة النفسيات ارتباطا بمفهوم التشديد والعقاب المستحق لمن تسخط واستجاب لغواية الشيطان الرجيم نفسه ... فهذا هو المصير المشؤوم المبكي والذي ينطبق اسمياً على وصف محكماته.. أبواب جهنم السبعة !