#منذاكرةجونو:
اشتعلت وسائل الإعلام، المذيع خالد الزدجالي يبكي على الهواء مباشرةً. أخبار متضاربة، تارةً يقولُون أن الإعصار يضرب في مطرح، وتارةً يقولون أنَّه غير اتجاهه. في ذلك الضجيج، شاعران يتلوان آيات النهاية. خميس المقيمي يقول: كل شيء سيكون على ما يرام.
أصيب الناس بالهلع، كلمة [إعصار] .. كان الجو رائعا بالمقاييس العُمانية المرجوَّة من الغيث، الهدوء الذي يسبق العواصف في سمته الكلاسيكي. سيارات الدفع الرباعي تتجوَّل في الوديان، بدأت الأمطار الغزيرة، ومعها الأخبار المُقلقة، صور، وقريَّات تتصدران المشهد العُماني، ثمّة كارثة تحدث!
بلغت القلوب الحناجر، واشتعلت همم العُمانيين يساعدون المتضرر. جماعات من الشباب تقوم بتنظيف الشوارع، سلاسل بشرية تسحبُ عالقا مع أسرته في الوديان، مرَّ يوم الإعصار وبدأ إعصار آخر، انتفضت عُمان وهبَّت لتساعد، اختلطت الحكمة بالحماسة، وخطابٌ من جلالة السلطان هدَّأ النفوس.
انكسر جسر القُرم دارسيت، الطريق إلى قريَّات امتلأ بالسيارات الصغيرة، والمتحمسين الذين حملوا وجبات صغيرة [معكرونة، وخبز، وجبنة] المحلّات التجارية تُعاني من شح الماء، موجة شراء هائلة. هبَّة شعبيَّة عاطفية، وشعور قوي بالتماسك والتكافل الاجتماعي.
وكما ظهرت المعادن الطيَّبة، كشفت المعادن الخبيثة عن نفسها. رفع البعض أسعار حافلات نقل المياه، تحركت الشرطة وقامت باعتقالهم، حاول البعض المبالغة في أسعارِ بعض السلع الغذائية، وفتك بهم المُجتمع عبر سلاحه الجديد [الرسائل الهاتفية]، أبطال الجيش العُماني في مواقعهم يُصلحون ويُنقذون.