- صاحب المنشور: ريانة بن منصور
ملخص النقاش:
في زمن ازداد فيه الفجوة بين الأغنياء والفقراء حول العالم بشكل ملحوظ، يتزايد الحديث حول إمكانية خلق "جنة" اجتماعية هنا على الأرض - مكان يتمتع فيه الجميع بالاحترام والكرامة والعيش الكريم. هذا الحلم ليس جديداً، فقد طالبت به العديد من الديانات والفلسفات عبر التاريخ. إلا أنه مع تقدم العلوم والتكنولوجيا والمعرفة البشرية الجديدة، يصبح طرح هذه القضية أكثر حيوية وأكثر تحدياً أيضاً.
فهم مصطلح "العدالة الاجتماعية":
تعتبر العدالة الاجتماعية الأساس الذي يقوم عليه المجتمع المنشود حيث يتمتع الجميع بحقوق متساوية ومماثلة بغض النظر عن خلفياتهم أو انتماءاتهم الشخصية. تشمل هذه الحقوق الأمن الاقتصادي والتعليم الصحي والسكن والمشاركة السياسية وغيرها الكثير. لكن كيف نفسر الظروف الحالية التي غالبًا ما تعكس عدم المساواة وعدم الإنصاف؟
التحديات الرئيسية أمام تحقيق الجنة على الأرض:
- التوزيع غير المتكافئ للموارد: واحدة من أكبر العقبات هي تركز الثروة لدى عدد قليل نسبياً من الأشخاص بينما يعاني الآخرون من الفقر. نظام السوق الحر الذي يُدافع عنه البعض قد يؤدي إلى تركيز المال والقوة في يد مجموعة صغيرة، مما يخلق حاجزاً كبيراً أمام الوصول الشامل للرفاهية.
- **القضايا الأخلاقية والدينية*: تعددت الآراء بشأن دور الدين والثقافة والأخلاق في بناء مجتمع عادل. بعض الأفكار تقترح أن القيم الإنسانية المشتركة مثل الرحمة والمساواة يمكن أن توفر أرضًا مشتركة لبناء جنة أخلاقية واجتماعيّة أفضل.
- دور الدولة والحكومة: هناك اختلاف كبير فيما يتعلق بكيفية مشاركة الحكومة في ضمان حقوق المواطنين. تتضمن نماذج الحكم الحديثة الكثير من الخيارات - بدءاً من الاشتراكية المطالبة بتدخل حكومي مباشر لتحقيق الاستقرار الاجتماعي وانتهاء بالنظام الرأسمالي الذي يسمح للسوق تحديد نوع الخدمات المقدمة وكفاءتها.
- الاستدامة البيئية: إن خلق بيئة خالية من القمع والاستغلال ليست كافية لوحدة بذاتها لتكون جنة على الأرض؛ فالحفاظ على البيئة واستدامتها أمر ضروري كذلك للحفاظ على حياة كريمة لكل فرد ومنع تفاقم ظاهرة عدم المساواة بسبب تغير المناخ وتآكل موارد الطبيعة.
الحلول المقترحة:
على الرغم من التعقيد الكبير لهذه القضية، فإن العديد من المحللين السياسيين واقتصاديي الاجتماع يقترحون حلولا مبتكرة منها:
إصلاح الضرائب*: إعادة هيكلة النظام الضريبي لزيادة عبء المسؤولية المالية للأفراد الأكثر ثراءً وتمويل خدمات الصحة والتعليم العامة وتحسين البنية التحتية للأقل دخلاً.
مكافحة الاحتكار*: العمل على الحد من احتكار شركات محددة لسوق بعينها وبالتالي منع زيادة كبيرة في القدرة الشرائية لمجموعات نخبوية خاصة.
القوانين العمالية*: سن قوانين صارمة تحمي العمال وتمنع استغلال صاحب عمل لأجور عماله وضمان الحصول على أجور متكافئة مقابل مهارات وقدرات وظائف مختلفة.
تعزيز التعليم*: جعل التعليم مجانياً ومتاحاً لجميع الفئات العمرية بالإضافة لاستهداف الأطفال ذوي الدخل المنخفض خصوصاً فتلك الخطوات تساهم بلا شك بخلق مستقبل أكثر عدلا وفائدة اقتصاديا للشباب الفقير .
إن البحث المستمر عن طرق جديدة لكسر الحلقة السببية للغنى والفقر يعد جزء هاماً من الطريق نحو خلق عالم يشعر فيه جميع أفراده بالسعادة والإنجاز نتيجة الحياة الطيبة وليس مجرد امتيازات محصورة لفئات قليلة .