في حالة عدم القدرة على الحصول على مياه ساخنة للاستحمام، خاصةً خلال فصل الشتاء حيث قد يكون استخدام المياه الباردة غير ممكن بسبب برودة الجو، يعتبر العلماء المسلمون أنه يجوز للمراة والرجل التيمّم بدلاً من الغسل التقليدي. يشرح الشيخ ابن تيمية رحمه الله قائلاً: "ليس للمرأة أن تمنع زوجها من الجماع، بل له أن يجامعها، فإن قدرت على الاغتسال، وإلا تيممت... وكذلك الرجل: إن قدر على الاغتسال، وإلا تيمم".
بالإضافة إلى ذلك، يُشدد الفقهاء على أهمية اتباع تعليمات القرآن الكريم والسنة النبوية فيما يتعلق باستخدام الموارد الطبيعية بحكمة وعدالة. يؤكد الآية الكريمة "فاتقوا الله ما استطعتم"، والتي تشجع المؤمنين على القيام بالأعمال الصالحة حسب قدراتهم ومواردهم المتاحة. وبالتالي، إذا تواجد لديك كمية قليلة من الماء ولكن ليست كافية للغسل كامل الجسم، فيجب عليك استخدام تلك الكميات المتوفرة والاستمرار بالتيميم لبقية جسمك.
يستند هذا الرأي أيضًا إلى أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكر بحديث أبي هريرة رضوان الله عليه: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم". وهذا يدل على المرونة والحكمة في تطبيق الأحكام الشرعية وفق الظروف الواقعية.
كما أكد عدد من العلماء المعاصرين مثل الشيخ ابن باز والسعدي وغيرهم على نفس المنظور القانوني، مشددين على ضرورة مراعاة الظروف الفردية والعوامل البيئية при اتخاذ القرار حول كيفية أداء الشعائر الدينية بشكل فعال وآمن. ومن الجدير بالذكر هنا، أن مقدار الماء اللازم للغسل هو حوالي صاع واحد فقط، وهو ما يعادل أربع مدات، بينما يعد المد مساوياً لما تحتويه قبضة اليد المعتدلة.
وفي النهاية، يجب التأكيد أنه ينبغي الحرص دائماً على مواءمة الأعمال اليومية مع التعاليم الإسلامية والتقاليد الثقافية بطريقة تتسم بالحكمة والاعتبار للقدرات الشخصية والقواعد العامة للدين الحنيف.