تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين

في العصر الرقمي الحالي الذي نعيش فيه, أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً أساسياً من حياة الأطفال والمراهقين. رغم أنها يمكن أن تكون مصدر للترفيه والتفاعل

  • صاحب المنشور: عتبة بن توبة

    ملخص النقاش:
    في العصر الرقمي الحالي الذي نعيش فيه, أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً أساسياً من حياة الأطفال والمراهقين. رغم أنها يمكن أن تكون مصدر للترفيه والتفاعل الاجتماعي، إلا أن هناك مخاوف متزايدة حول تأثيرها السلبي المحتمل على الصحة النفسية لهذه الفئات العمرية الحساسة. هذا المقال يناقش هذه القضية بتعمق ويستكشف الدراسات العلمية والآثار الاجتماعية المرتبطة بها.

**الفوائد المحتملة للألعاب الإلكترونية:**

على الرغم من المخاوف الكثيرة، قد توفر الألعاب الإلكترونية بعض الفوائد أيضاً. وفقاً لدراسة نشرت في مجلة "Frontiers in Psychology"، فإن لعب الألعاب الإستراتيجية التعاونية يمكن أن يحسن المهارات المعرفية مثل القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات تحت الضغط (

). بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعزز الشعور بالانتماء للمجتمع عند الشباب الذين يشاركون في مجتمعات اللعب عبر الإنترنت.

**الآثار السلبية المحتملة:**

ومع ذلك، هناك العديد من الآثار السلبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار. أحد أهم القضايا هو الاعتماد الزائد على الأجهزة الإلكترونية والذي غالباً ما يقترن بانخفاض مستوى النشاط البدني واضطراب النوم - وهو أمر خطير خاصة بين الأطفال والمراهقين بسبب تطورهم الجسدي والنضوج العقلي خلال تلك الفترة الحرجة. كما وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2021 بأن قضاء وقت طويل أمام الشاشات مرتبط بمعدلات أعلى من الاكتئاب والقلق (

).

إلى جانب ذلك، هناك أيضا دلائل تشير إلى ارتباط ألعاب الفيديو العنيفة بالسلوك العدواني لدى اللاعبين الصغار (

). وقد ركز بحث حديث حول كيفية تحفيز هذه الأنواع من الألعاب لردود فعل عصبية مماثلة لتلك الناجمة عن مشاهدة مشاهد العنف الحقيقية، مما يوحي بأنه ربما تؤثر بشكل غير مباشر على تطوير التعاطف والإدراك الاجتماعي لديهم.

وفي نهاية المطاف، يبدو الأمر واضحاً أنه بينما تحمل الألعاب الإلكترونية فوائد محتملة، فهي تحتاج أيضًا إلى تنظيم ورصد حكيم لحماية صحتهم البدنية والعقلية. إن تحقيق توازن صحي بين الاستخدام الترفيهي والأنشطة الأخرى ضروري للحفاظ على رفاهية الأفراد الأصغر سنًا الذين يعيشون حياتنا الحديثة المترابطة رقميا.


رنا بوزرارة

18 مدونة المشاركات

التعليقات