- صاحب المنشور: المصطفى العياشي
ملخص النقاش:
مع تطور العالم الرقمي بوتيرة غير مسبوقة، يواجه العديد من العاملين في الوظائف التقليدية تهديد فقدان وظائفهم بسبب التحول نحو الأتمتة والتكنولوجيا. هذا الاتجاه ليس مجرد احتمال بعيد؛ بل هو حقيقة واقعة أثرت بالفعل على قطاعات مثل التصنيع والخدمات المالية والرعاية الصحية وغيرها. ستستكشف هذه الدراسة التأثيرات المحتملة للتكنولوجيا على الوظائف التقليدية، مع التركيز على ثلاث نقاط رئيسية: الخسائر المتوقعة للوظائف، الحاجة إلى إعادة التدريب المهني، والفرص الجديدة التي يمكن أن توفرها التكنولوجيا.
خسارة الوظائف التقليدية
وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة "ماكينزي جلوبال إنستيتيوت"، قد تتأثر أكثر من 40% من المناصب العالمية بالذكاء الصناعي بحلول عام 2030. يشمل ذلك مجموعة واسعة من الأعمال اليدوية والبسيطة نسبيًا حتى بعض الأدوار الأكثر تعقيداً والتي كانت تعتبر سابقًا آمنة نسبياً أمام الاستبدال الآلي. ففي قطاع السيارات، أدى استخدام الروبوتات والأذرع الآلية إلى تقليل الحاجة إلى العمالة البشريّة بكثافةٍ كبيرةٍ. وبالمثل، تقوم خوارزميات التعلم العميق الآن بتنفيذ عمليات تحليل البيانات المعقدة ذات مرة احتاجت لعدة محللين بشريين لإنجازها.
أهمية إعادة التدريب المهني
إن إدراك تأثير التكنولوجيا يتطلب استراتيجيات جديدة لمواجهة المطالب المتغيرة لسوق العمل. أحد الحلول الأساسية هنا يكمن في تسريع عملية إعادة التعليم المهني للموظفين الحاليين الذين قد يفقدون أعمالهم نتيجة للأتمتة. تقوم الحكومات والشركات الرائدة حاليًا بتطوير برامج تدعم مهارات القرن الواحد والعشرين مثل البرمجة، البرمجيات، وإنترنت الأشياء IOT. كما تشجع على تطوير شهادات متخصصة ومواكبة آخر الأخبار والممارسات الفنية الحديثة للحفاظ على قدرة القوى العاملة البشرية على المنافسة.
الفرص الناشئة عبر الدمج بين الإنسان والتكنولوجيا
بينما يتم تدمير البعض من خلال التقدم التكنولوجي، فإن هناك فرصا أخرى تولد أيضاً. تعمل الشركات بشكل مستمر على دمج الذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر الأخرى بطرق تكمل القدرات الإنسانية وليس لاستبدالها تماما. فعلى سبيل المثال، يستخدم المحاسبون اليوم برامج محاسبية ذكية لتحسين الدقة وكفاءة عملهم بدلاً من القيام بكل حساب يدويا. وهذا يعني أنه رغم كون المسار واضحا باتجاه المزيد من الأتمتة والتحويل الرقمي، إلا أنها لن تكون مفيدة لكلا الجانبين - البيئة الطبيعية للإنسان والآلات فقط - ولكن أيضا لما بينهما حيث تتمتع كل جهة بمزايا فريدة.
الخلاصة
إن عصر الثورة الصناعية الرابعة يجلب معه اضطرابا كبيرا ولكنه يحمل أيضًا وعدا هائلًا للتغيير الإيجابي إذا تم اتخاذ الخطوات اللازمة للاستعداد له والتكيف معه. ومن الضروري فهم كيفية موازنة عيوب وفوائد تمكين التقنيات المتقدمة داخل المجتمع وفي مختلف القطاعات الاقتصادية المختلفة. إنها رحلة طويلة وشاقة لكنها ضرورية لبقاء مجتمعاتنا وتقدمنا مستقبليا.