تأثير الوباء على التعليم: التحول الرقمي والتعلم عبر الإنترنت

مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً، شهد القطاع التعليمي تحولات جذرية. أدى هذا الوضع الاستثنائي إلى تعجيل اعتماد التقنيات الجديدة والتوجه نحو التعلم الإل

  • صاحب المنشور: أنيسة الدكالي

    ملخص النقاش:
    مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً، شهد القطاع التعليمي تحولات جذرية. أدى هذا الوضع الاستثنائي إلى تعجيل اعتماد التقنيات الجديدة والتوجه نحو التعلم الإلكتروني. هذه الخطوة التي كانت ذات يوم خياراً اختارها البعض أصبح الآن ضرورة ملحة. يعد التكيف مع البيئة الرقمية تحدياً كبيراً أمام المدارس والكليات الجامعات حول العالم. يسلط هذا المقال الضوء على بعض الجوانب الرئيسية لهذا الانتقال السريع والمتطلب للغاية.

التحديات الفورية والحلول المؤقتة

كان التحول المفاجئ للدورات الدراسية إلى التعليم الإلكتروني يشكل تحديًا كبيرًا لكل من الطلاب والمعلمين والمعاهد الأكاديمية نفسها. فقد اضطرت المؤسسات التعليمية لإعداد البنية الأساسية اللازمة لتقديم الدروس عبر الإنترنت بسرعة غير مسبوقة. وقد تضمنت هذه العملية توفير الوصول الآمن والموثوق للموارد الرقمية وتدريب المعلمين لاستخدام الأدوات الجديدة بكفاءة. كما واجه العديد من الطلاب مشاكل تقنية بسبب عدم توفر الأجهزة المناسبة أو الاتصال بالإنترنت المستقر خاصة بالنسبة لأولئك الذين ينتمون لمجتمعات محرومة اجتماعيا واقتصاديا.

تغيير دور المعلم وانتشار التعلم الذاتي

أدى الاعتماد المتزايد على المنصات الرقمية أيضًا إلى إعادة تعريف دور المعلم. حيث تحولت مهمته من كونها مصدر رئيسي للمعلومة فقط إلى داعم وميسر عملية التعلم. ويتعين عليه الآن تشجيع الاستقلالية لدى الطلبة وتعزيز مهاراتهم في البحث والاستقصاء والاستقصاء الذاتيين - وهي خصائص حيوية لنجاح الأفراد في العصر الرقمي الحديث. علاوة على ذلك فإن جذب انتباه الطالب واحتفاظه به داخل الفصل الافتراضي يتطلب براعة أكبر مقارنة بالأماكن التقليدية مما يعني حاجة تدريبية مستمرة للمعلمين مواكبة للتغيرات الحديثة في وسائل التواصل والعرض الرقمي.

الفرص المصاحبة للعقبات

على الرغم من العقبات الكبيرة إلا أنه يمكن رؤية جوانب إيجابية كبيرة نتيجة لهذه الظروف القسرية . فالانتشار الواسع للتعليم الإلكتروني قد فتح آفاق جديدة أمام الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والم handicaps وغيرهم ممن كانوا يعانون عادة الصعوبات الثقيلة للحصول على فرص التعليم التقليدي . بالإضافة لذلك ، يتميز التعلم عبر الانترنت بميزة القدرة علي تسجيل المحاضرات وعرضها حسب الوقت الذي يناسب كل طالب وبالتالي فهو أكثر مرونة وشامل للفئات العمرية المختلفة وأكثر فائدة لمن لديهم ارتباطات أخرى خارج نطاق العمل الرسمي أو المنزل .

وفي نهاية المطاف ، يبدو واضحا بأن تأثير COVID-19 سيترك أثره الكبير والثابت ليس مجرد مرحلة مؤقتة بل سيكون سبباً أساسياً لتحويل جذري شامل للنظم التعليمية العالمية وانطلاق رحلات بحث معمقة حول طرق فعالة للاستثمار الأمثل للأشكال المختلفة للإنتاج المعرفي باستخدام الوسائل التكنولوجيه الحديثة .


المختار بن الأزرق

6 مدونة المشاركات

التعليقات