• صاحب المنشور: عبد الرحمن بن شماس
  
  ملخص النقاش:
  ### استكشاف دور الفن والثقافة في تعزيز السلام العالمي

لطالما اعتبر الفن والثقافة أدوات قوية للتواصل الإنساني والتعبير عن المشاعر والأفكار. وقد برز دورهما كمحركين رئيسيين للسلام العالمي عبر الزمن. يأتي هذا الدور من قدرتهما على تجاوز الحواجز اللغوية والدينية والسياسية التي قد تمنع الفهم المتبادل والانسجام الاجتماعي. يقدم هذا المقال نظرة شاملة حول تأثير الفن والثقافة على تعزيز السلام العالمي وكيف يمكننا الاستفادة منهما لتحقيق عالم أكثر انسجامًا وتسامحًا.

الفن كجسر بين الثقافات:

الفن ليس مجرد عرض بصري أو صوتي؛ بل هو لغة تتجاوز الكلمات. سواء كانت لوحة زيتية، أو قطعة موسيقية، أو رواية خيالية، يستطيع كل عمل فني نقل مشاعر وأفكار الفنان إلى الجمهور بغض النظر عن خلفياتهم. عندما يتفاعل الناس مع فن ثقافة مختلفة، فإنهم غالبًا ما يشعرون بمزيد من التعاطف والفهم تجاه تلك الثقافة. فعلى سبيل المثال، الموسيقى الأفريقية التقليدية قد تحمل صفاتها الخاصة التي تشعل الإبداع والإيقاع لدى المستمع الغربي مما يعزز التواصل العاطفي ويفتح الباب أمام الاحترام المتبادل.

الأدب والروايات العالمية:

الأدب يعد أحد أقوى الوسائل لنقل التجارب الشخصية والعالمية للقارئ. الروايات والحكايات الشعبية ليست فقط مصدرًا للمتعة الترفيهية ولكن أيضًا نوافذ مفتوحة للعوالم الأخرى. إن القراءة للأعمال الأدبية الدولية تسمح لنا بفهم وجهات نظر متنوعة وتعكس التحديات المشتركة لكل البشر مهما اختلفت أماكن وجودهم وزمان ظهور أعمالهم. وهذا بدوره يقوي روابط الانسجام والتفاهم الجماهيري ويولد شعورا بالمسؤولية الأخلاقية نحو الآخر المختلف عنا اجتماعيا وثقافيًا.

الرقص والتمثيل كوسيلة للتواصل غير اللفظي:

الرقص والتمثيل هما أشكال تعبير جسدية مباشرة ومباشرة للغاية. هذه الأشكال الفنية تخلق فرصاً فريدة لتوصيل الرسائل حول الحب والسلم والمصالحة بطريقة متعددة الثقافات وغير لغوية. مثل "باليه" الأمريكي الشهير الذي يحكي قصة زواج فتاة أمريكية من شاب بريطاني رغم التحيز العنصري المجتمعي، والذي عرف باسم "Giselle". تعتبر الأعمال المسرحية والرقصية مثل هذه طرقًا عميقة لإثارة المحادثات المهمة حول مختلف أنواع الظلم والقضايا الاجتماعية المعاصرة وبناء طموحات مشتركة للإنسانية جمعاء.

التعليم: دمج الفن والثقافة ضمن المناهج الدراسية:

يمكن للدول والشركات التعليمية تقديم دورات تدريبية خاصة بأصول وطرائق تعلم الفنون والثقافات المختلفة داخل المدارس والمعاهد الأكاديمية الرسمية منها وغير الرسمية أيضاً. حيث يؤدي ذلك لتعليم الشباب منذ البداية مخزون واسعا من المعرفة الواسعة بالأحداث التاريخية والحضارية الأساسية للشعوب المختلفة وهو أمر ضروري لبناء فهم أفضل لحاضر العالم ويمكن رؤيته مستقبلاً كمصدر حيوي للحفاظ على الوحدة والاستقرار الدولي.

وفي الختام، يبدو واضحاً أنه بينما تسعى الدول اليوم لأن تحافظ على مفاهيم العدالة الداخلية والخارجية، ستتحقق لها الكثير إذا ما تم تطبيق وسائل واضحة وفكر مدروس لاستخدام قوة الفن والثقافة لصالح الحياة الآمنة المستدامة للجميع وللوطن أيضا - إذ سيصبح الجميع بلا شك أعضاء مسؤولين نحو تحقيق سلام شامل وعالم آمن سعيد ينعم فيه جميع المواطنين بحرية الاختلاف وخيارات اختيار الفرص المتاحة لهم وفق مواهبهم وإنجازاتهم الذاتية بعيداً عن أي صور نمطية مغلوطة قد تصاحب عملية الفهم الخاطئة لمن هم خارج دائرتنا الثقافية والجغرافية المرئية حالياً!