• صاحب المنشور: سهام بن داود
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف القطاعات، يبرز سؤال ملح حول تأثير هذه الثورة التقنية على سوق العمل. بينما يتوقع البعض فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والأدوات الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يشير آخرون إلى فرص جديدة ستنشأ نتيجة لهذه التكنولوجيا المتقدمة. هذا المقال يستعرض كلا الجانبين - التحديات التي قد تواجهها القوى العاملة والتجارب المحتملة لدمج الذكاء الاصطناعي في مكان عمل اليوم وغداً.

**التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي:**

1. فقدان الوظائف: أحد أكبر المخاوف هو أنه مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتعمقه، يمكن للروبوتات القيام بمجموعة متزايدة من المهام التي يؤديها البشر حاليا بدقة وكفاءة أعلى وأقل تكلفة. الأعمال التي تتطلب أداء روتينياً أو حاسوبياً مثل خدمة العملاء، الحسابات المالية، وغيرها ربما تكون الأكثر عرضة للإزاحة.

1. تغييرات مهارات العاملين: سيحتاج العديد من الموظفين لتحديث مهاراتهم لمواكبة الطلب الجديد للمعارف الرقمية والفنية الناجمة عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا يعني دورات تدريبية مستمرة وإعادة تأهيل المهنيين الحاليين.

1. مشكلات الخصوصية والأمان: البيانات الكبيرة المستخدمة لتغذية نماذج تعلم الآلة غالباً ما تحتوي معلومات حساسة متعلقة بالأشخاص والعلاقات التجارية. هناك ضرورة دائمة لحماية هذه المعلومات والحفاظ عليها آمنة ضد الاختراق والاحتيال الإلكتروني الذي قد ينتج عنه عواقب وخيمة بالنسبة للأعمال والعملاء على حد سواء.

**الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي:**

1. زيادة الإنتاجية والكفاءة: عندما يتم دمج حلول الذكاء الاصطناعي بطريقة فعالة، تستطيع الشركات تعزيز قدرتها التشغيلية وتحسين الخدمات المقدمة للمستهلكين بنفس الوقت. تطبيقات التحليلات التنبؤية والاستشارة الذاتية هي أمثلة جيدة لهذا النهج الحديث نحو إدارة الأعمال.

1. إحداث تغييرات نوعية في الصناعة: إنشاء مجالات جديدة تمامًا للعمل والممارسات غير المسبوقة داخل قطاعات مختلفة كالرعاية الصحية والصناعة والإعلام والنقل وغيرها الكثير. فمثلاً، تطوير بروتوكولات تشخيص دقيقة باستخدام الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تقديم رعاية صحية أفضل وهو مثال حيّ لذلك الاتجاه الواعد لعصر جديد مدعوم بتقنيات AI .

1. تعاون بين الإنسان والروبوتات: عوضاً عن خروج البشر من السوق تماماً، فإن الخطة المثالية تتمثل في تحقيق توازن حيث يقوم الأشخاص بإدارة عملية صنع القرار الحرجة والدقيقة بينما يقوم الروبوتات بأعباء البحث الأولي وجمع المعلومات الأساسية ودعم المشاريع البدنية ذات الطبيعة المجهدة والتي تحتاج لقوة جسدية كبيرة مما يخلق بيئة عمالة مشتركه ومبتكرة أكثر إنتاجيه بكثير مقارنة بالنظام القديم المعتمد فقط على جهود الأفراد مقابل دفع أجور محدد لكل فرد منهم بذاته بصرف النظرعن حجم الدخل المحقق بناء عليه !

4.دور محوري للإنسانية بعد كل شيء : لن يحل الذكاء الاصطناعي محل الشعور الإنساني والعاطفة ولا القدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية واستراتيجية نظراً لأن تلك الأمور ليست قابله للتعميم عبر جميع السياقات الاجتماعية والثقافية المختلفة ولذلك يبقى دور الانسان أساسياً رغم وجود مساهمات قوية من جانب ذكي اصطناعيا بكل سروره ولكن بدون منافسه مباشره علي مكانه الأصلي الخاص به!