ملخص النقاش:
شهدت المناقشة الذكية بين المؤلفين مجموعة من الآراء المختلفة حول كيفية معالجة ظاهرة التطرف الثقافي والعقائدي. يبدأ أشرف بن سليمان في التساؤل عن كفاءة إصلاحات اجتماعية واقتصادية مثل التعليم والتوظيف لحدها، مؤكدًا أن الأطر الفكرية المستندة على ديانات ومؤسسات اجتماعية تلعب دورًا حاسمًا في صياغة الأفكار والتصورات. يبرز أشرف ضرورة إحداث تغيير في هذه الأطر من خلال التعليم النقدي والحوار المفتوح بين المذاهب المختلفة، مؤكدًا أن تجذير ثقافة التسامح والتفكير النقدي يتطلب عملاً شاملاً يشمل هذه العوامل.
من جانبه، اعترض أنمار بن فضيل على الاعتماد فقط على إصلاحات اجتماعية واقتصادية، مؤكدًا أن هذه لا تساهم في قطع جذور التطرف الثقافي والعقائدي. يرى أن المشكلة عميقة الجذور وتتعلق بالمعتقدات والأيديولوجيات، لا فقط مسائل اقتصادية أو تعليمية.
في المقابل، قام سهيلة بوهلال باستكشاف هذا النقاش من خلال التأكيد على مسؤولية الدين والمؤسسات الاجتماعية في شكل الأفكار. تؤكد سهيلة أن إصلاحات اقتصادية واجتماعية بحدها غير كافية لتغيير الإطار الفكري المستند في المجتمعات. تسلط الضوء على أهمية التعليم النقدي والحوار بين المذاهب المختلفة كأدوات لتغيير هذه الأطر الفكرية القائمة.
من جانب آخر، يبرز أشرف بن سليمان مجددًا التحديات المعقدة التي تتلاقى في عصرنا والتي تتطلب نهجًا شاملاً لمواجهة الأزمة. يؤكد على أهمية الانخراط بكل جانب من هذه العوامل، مشيرًا إلى أن التغيير الهيكلي في مجالات محددة لا يمكن أن يقدم حلاً دائماً دون تأثير على الروح والقلب. فإذا لم نعمّر قلوب المجتمع بفهم وتسامح، سيظل التطرف يتصدع جذور المجتمعات.
خلاصة القول أن المناقشة تبرز ضرورة موازنة الإجراءات بين التحسين الاقتصادي والتعليمي من جهة، وإعادة صياغة الأطر الفكرية المستندة على مؤسسات اجتماعية أخرى. يظهر أن التغلب على التطرف ليس بالأمر البسيط ويرتكز على نهج شامل يشمل جوانب متعددة من الحياة المجتمعية.