- صاحب المنشور: وسن بن زينب
ملخص النقاش:في عصر التكنولوجيا الرقمية الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الشباب حول العالم. رغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه المنصات مثل الربط بين الأفراد وتبادل المعلومات والثقافات، إلا أنها قد تحمل أيضا تحديات كبيرة. إحدى أهم هذه التحديات هي تأثيراتها المحتملة على الصحة النفسية للجيل الجديد.
وفقًا لدراسات حديثة، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تساهم في زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى العديد من المستخدمين، خاصة بين فئة عمرية الشباب. هذا يعود إلى عدة عوامل؛ أولاها المقارنة المستمرة لأسلوب الحياة الذي يتم عرضه عبر الإنترنت والتي غالبًا ما تكون متعالية وقليلة الواقعية. بالإضافة إلى ذلك، التعرض المتكرر للإساءة الإلكترونية والمضايقات قد يؤثر سلبيًا على تقدير الذات والشعور بالأمان الشخصي.
كما أنه من المهم النظر في الظاهرة المعروفة باسم "الانفصال عن الواقع"، حيث يقضي البعض وقت طويل جدًا أمام شاشات الأجهزة ويتجاهلون العلاقات الشخصية الحقيقية والعالم الخارجي. هذا الانقطاع عن المجتمع الواقعي قد يزيد الشعور بالوحدة ويقلل الدعم العاطفي الاجتماعي.
بالرغم من كل ذلك، ليست هناك حاجة للخوف الشديد من وسائل التواصل الاجتماعي أو اعتبارها شر مطلق. بل يجب تعليم الأطفال والشباب كيفية استخدام هذه الأدوات بطريقة صحية وآمنة. تشمل بعض الاستراتيجيات الأساسية إدارة الوقت بعناية لتجنب الإفراط في الاستخدام، اختيار الأصدقاء الرقميون بحكمة بناءً على قيمهم واحترام الآخرين، والتواصل مع المحترفين عند ظهور علامات الضيق النفسي.
بشكل عام، بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرص ارتباط غير مسبوقة، فإننا نواجه أيضًا تحديًا جديدًا وهو الحفاظ على رفاهيتنا النفسية داخل عالم رقمي دائم التطور. إن فهم تأثير هذه الوسائط والإدارة الذكية لها هما المفتاحان للحصول على أفضل تجربة ممكنة بصحة نفسية جيدة.