• صاحب المنشور: راغب الدين الفهري
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الرقمي الحالي، أحدثت الثورة التكنولوجية تحولات جذرية في جميع جوانب الحياة، ومن بينها القطاع التعليمي. حيث أتاحت الأدوات الرقمية فرصاً جديدة لتعزيز العملية التعلمية من خلال توفير موارد تعليمية متنوعة وميسرة وبناء مجتمعات افتراضية للمعلمين والطلاب. ولكن هذا الانتقال نحو العالم الرقمي لم يكن خاليا من التحديات والأثار الجانبية التي تستحق الدراسة والنظر.

من ناحية الإيجابيات، يمكن استخدام الأجهزة الذكية وأدوات الإنترنت لتقديم مواد دراسية غنية ومتنوعة تتجاوز حدود الفصول التقليدية. فالتطبيقات البرمجية وأنظمة إدارة المحتوى التعليمي توفر للطالب تجربة تعلم شخصية وجاذبة أكثر مما كانت عليه سابقًا. كما سهلت شبكات التواصل الاجتماعي تبادل المعرفة والمناقشات الجماعية حول المواضيع الأكاديمية. بالإضافة لذلك، عززت أدوات الواقع الافتراضي والواقع المعزز قدرة الطلاب على فهم المفاهيم العلمية والمعمارية بطريقة ثلاثية البعد ديناميكية. كل تلك الامتيازات جعلتها فرصة ثمينة لتحول جذري للأفضل في منظومة التعليم ككل。

على الرغم من هذه المنافع الواضحة، إلا أن هناك مخاوف بشأن آثار التحول الرقمي على البيئة الدراسية اليوم. فقد يشجع الاعتماد الزائد على الشاشات الانسحاب الاجتماعي وضعف المهارات الحركية لدى الأطفال الصغار الذين هم بحاجة ماسة للتفاعل المباشر مع محيطهم وتطورهم البدني والعاطفي جنبا إلي جنب مع نمو عقولهم. كذلك قد يضر الكم الهائل المتاح عبر الإنترنت بقوة انتباه الطلاب وقدرات التركيز لديهم وإن كانوا قادرين بالفعل على الوصول إلى المعلومات فور طلبها.

وفي ذات السياق، تثير المسائل الأمن السيبراني قلقاً ملحوظاً فيما يتعلق بمصداقيه البيانات وحفظ خصوصيات بيانات المستخدم. فأي تسرب محتمل لهذه المعلومات الشخصية أو اختراق للنظام العام سيؤدي بلا شك لحالة عدم ثقة واسعة النطاق وقدر كبير من الضرر النفسي والاقتصادي أيضًا.

الخلاصة

إذاً، بينما تقدم لنا التكنولوجيا وسائل متجددة لإثراء التجارب التعليمية وتعزيز عمليات توصيل الأفكار والمعارف، فهي أيضاً تحمل ضمن طياتها احتمالات لأضرار بعيدة المدى إن لم يتم استعمالها بإرشاد رشيد واستراتيجيات مبتكرة تلبي الاحتياجات الأساسية لكل أفراد المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم المختلفة.