هذا السؤال يقودنا إلى فهم عميق لإرث النبي محمد صلى الله عليه وسلم والإنجازات الروحية والدينية الكبيرة التي تميز بها. بينما هو بالفعل زارع مكارم الأخلاق والنور الإرشادي للأجيال، إلا أن وصفه بأنه "مؤسس" يمكن أن يكون مضللاً بعض الشيء. فالأنبياء قبل النبي محمد عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام كانوا أيضاً رواداً لأخلاق سامية وأعمال فاضلة.
يتفق علماء الدين الإسلامي على أن رسالة الإسلام تحتفي بالإنسانية جمعاء وتعطي لها أهمية كبيرة عبر تبني مجموعة من القيم والمعايير السامية. لكن استخدام مصطلحات مثل "المؤسسة" أو "الجامعة"، والتي غالباً ما ترتبط بأنظمة تنظيمية بشرية، ليست دقيقة بشكل كامل عند تطبيقها على شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إنها تشبه التقليل من قدر الرسالة النبوية العليا بتقسيمها إلى مجرد وظائف مكتبية.
الأفضل للتأكيد على دور النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو التركيز على دوره الرائد في نشر القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة التي تستهدف تهذيب النفس وتحقيق العدالة الاجتماعية والروحية. كان هدفه تقديم إرشادات واضحة لكل المسلمين حول كيفية عيش حياة تنعم بالأمان والاستقرار الداخلي والخارجي وفقاً لتوجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. هذه هي الوظيفة الأكثر اكتمالا وتقديرا للإنسانية جمعاء وليس فقط لمجموعة صغيرة من الطلاب كما يحدث في الجامعات التقليدية.
ومن المهم أيضا التنويه إلى أن الدعوة إلى الاحترام اللازم لنبي الرحمة تتطلب الامتناع عن التسميات المجردة والعبارات المصطنعة. بدلاً من ذلك، يجب التأكيد على المكانة الخاصة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم، صاحب أعلى مراتب الجنان والشفاعات الأعظم لدى رب العالمين.
وفي النهاية، فإن فهم الدور الفريد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يكمن في تقديره كنقطة ارتكاز رئيسية للمبادئ الأخلاقية والإرشادية العالمية وليست مؤسسة ذات حدود رسمية.