- صاحب المنشور: فريدة المجدوب
ملخص النقاش:في عالم اليوم الذي تُهيمن عليه التقنيات الرقمية، باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من حياة الناس. هذه الوسائل التي تربط الأفراد حول العالم بسرعة وسهولة قد أثرت تأثيرات متعددة على طبيعة وتجربة العلاقة البشرية. بينما توفر تكنولوجيا المعلومات الفرصة للتواصل الفوري مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن المسافة الجغرافية, إلا أنها أدت أيضًا إلى بعض السلبيات المحتملة.
الأولى هي الظاهرة المعروفة باسم "الانفصال عن الواقع". حيث يقضي العديد من الأشخاص ساعات طويلة يومياً أمام الشاشات الصادرة منها الضوء الإلكتروني, مما يقلل من الوقت الفعلي المنفق في الانخراط الشخصي والمباشر مع الآخرين. هذا يمكن أن يؤدي الى شعور بالعزلة وانخفاض جودة التواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين.
بالإضافة لذلك، فإن استخدام الإنترنت والهواتف الذكية كوسيلة رئيسية للتفاعل الاجتماعي يمكن أن يخفض مستوى احترام الذات لدى البعض بسبب المقارنة الدائمة للحياة عبر مواقع مثل Instagram أو Facebook. الكثير من المستخدمين يشعرون بالغيرة لأن حياتهم تبدو أقل روعة مقارنة بحسابات الأصدقاء الذين غالبًا ما يعرضون أفضل لحظاتهم فقط.
مع ذلك، هناك جانب آخر مهم وهو زيادة الوصول إلى المعلومات والمعرفة. الشبكة العالمية تتيح فرصة كبيرة لتعلم أشياء جديدة ومشاركة الخبرات الثقافية المختلفة بطريقة لم تكن ممكنة سابقاً. كما سهلت التجارة الدولية والتبادلات الاقتصادية بسبب شبكات الاتصالات الحديثة.
وفي النهاية، يبدو أنه رغم التأثيرات الإيجابية والسلبية لكلتا الطرفين، فإنه ينبغي لنا موازنة وقتنا واستخدام القنوات الرقمية بكفاءة لتحقيق توازن بين الحياة الرقمية والحياة العملية.