• صاحب المنشور: الهواري بن العيد
  
  ملخص النقاش:
  تُعدُّ ثورة الذكاء الاصطناعي أحد أهم التحولات التي يشهدها عالمنا المعاصر، حيث بات لهذه التقنية تأثير عميق على مجالات متعددة مثل الصحة والتعليم والاقتصاد. رغم الفوائد العديدة التي توفرها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمجتمع البشري، إلا أنها تثير أيضا تساؤلات أخلاقية جدية تتطلب نقاشًا دقيقًا. إن تحقيق التوازن المناسب بين تقدم الذكاء الاصطناعي واحترام القيم الأخلاقية يحمل تحديات كبيرة ولكنه أمر ضروري لضمان مستقبل آمن ومستدام لهذا النوع من التقنيات المتقدمة.

أولاً وقبل كل شيء، هناك مخاوف بشأن الخصوصية والأمان فيما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. بينما قد يساعد جمع البيانات الضخم والمعالجة الكبيرة للذكاء الاصطناعي الشركات والجهات الحكومية في تحسين الخدمات وتوقع الأحداث؛ فإن ذلك يأتي مع المخاطر المحتملة للاعتداء على خصوصية الأفراد واستغلال المعلومات الشخصية بطرق غير قانونية أو غير مقبولة أخلاقيًا. إنها مهمة حاسمة تطوير سياسات تنظيمية فعالة تلزم شركات الذكاء الاصطناعي بالالتزام بالقوانين المحلية والدولية لحماية خصوصية المواطنين وكشف تلك الجرائم حال حدوثها بغرض محاسبة مرتكبيها حسب القانون.

ثانيًا، يناقش الخبراء دور الروبوتات ذكية تعمل كمستشارين صحفيين وأطباء وغيرهم ممن يبدون استقلالية عالية وقدرات اتخاذ قرار بذاتها بناءً على بيانات تدريب تمثل خبرات طبية واسعة ومتنوعة لتقديم تشخيص وعلاج لمختلف الحالات المرضية لدى المرضى. يمكن لتلك الآلات مساعدة المحترفين الطبيين المؤهلين وبالتالي تقليل وقت انتظار رعاية مرضاهم وإمكانية الحصول عليها خاصة في المناطق النائية لكن هذا الأمر مثار كثير جدل نظراً لأنه يجرح مشاعر بعض الناس الذين يؤمنون بالإنسان كعنصر أساسي لإدارة أغلب الأمور سواء كانت بسيطة أم معقدة كهذه الحالة تحديداً والتي تعتبر حساسيتها أكبر بكثير مما سبق ذكر مثاليه لذلك. لذلك يجب وضع ضوابط واضحة حول استخدام هذه الأنظمة وضمان عدم تعارض تصرفاتها مع الأعراف الطبية والمعايير الشرعية الإسلامية وما هو مُعلَّمٌ في كتب أهل الاختصاص المسلمون عبر التاريخ الحديث والمعاصر والتي تضمنت بنود اخلاق مهنة الطب والإسلام .

بالإضافة إلى الموضوعات المذكورة أعلاه، نجد أيضًا قضية العمال المرتبطة باستبدال الوظائف البشرية بوسائل مطورة بواسطة الذكاء الصناعي. فقد أدت قدرته على تبسيط العمليات اللوجستية وتحويل العمل اليدوي لهيكل رقمي أقل تكلفة إلى زيادة معدلات البطالة وسط المجتمعات الغربية والعربية عامة بحاجة ملحة لدعم منظومات الرعاية الاجتماعية أكثر فاعلية لسد احتياجات السكان المنتمي إليهم هؤلاء الأشخاص الذين تأثر فرص رزقهم بسبب الثورة الثالثة لصناعة العالم الجديدة تحت مظلة عصر رقميات المستقبل الحالي والذي يعيشونه جميع سكان الأرض منذ عقود قليله مضت وستمتد آثارها للأجيال المقبلة بإذن الله تعالى بأن يصلح أحوال خلقه ويوفق الجميع لما فيه صلاح دينهم ودنياوهم إنه سميع عليم مجيب الدعوات مستجاب الدعاء آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه