سؤال وجودي?:
لماذا يغضب الرجل ويرغي ويزبد إذا رفضته امرأة لأنه شخص متزوج وهي لا ترغب بهذا الشكل من العلاقة كمبدأ؟
لماذا يأخذ الأمر بصورة شخصية رغم أن الرفض تحديداً هو لحالته الاجتماعية وليس له شخصيا؟
في محاولات لتحليل الأمر، وجدت أن الكثير من الرجال يرون بما أن التعدد حلال فليس من المنطق ولا من العدل أن يُرفضوا بسببه. وعندما تقول لهم المرأة أنها ببساطة لا تقبل بأن تأخذ زوج امرأة أخرى ولا ترضى بأن تسبب ألما ولا جرحا لمشاعر أحد يعاجلها بحجة "شرع الله ما يزعل"
هذا الخلط بين المباح وما تقبله النفس وما ترفضه أراه أساس المشكلة. الرجل المحترم لا يقبل بأن يقترب من امرأة متزوجة وأحد الأسباب هو عدم قبوله بأن ينتهك حرمات رجل آخر مثله لأنه يعرف شعور الألم والقهر، لماذا إذن يستكثر هذا التعاطف من امرأة مع امرأة أخرى بحجة المباح من عدمه؟
نحن لا نناقش التعدد ومشروعيته، الأمر محسوم شرعا ولا كلام لنا بعد كلام الله تعالى ونبيه المختار. ولكن من حق الشخص أن يقبل أو يرفض المباح إن لم يناسبه. ليس من حقي مثلا أن أغضب من شخص رفض أكل طبخي لأنه لا يعجبه وأنعته بكافر النعمة، هو حر. اعترف بأنني قد أغضب قليلا?
ولكن مراجعة النفس مهمة جدا. من حق الشخص أن يرفض ما لا يناسبه حتى لو كان مباحا طالما لم يُنكر إباحته، ومن الجميل أن يدرك الإنسان أن جرح مشاعر شخص آخر والشعور بأنه تعدى على حياته سبب كافٍ لرفض علاقة ما. القليل من الذكاء العاطفي نافع جدا ومفيد.
ودامت أفراحكم وأعيادكم