تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف والمستقبل المهني

إن التطور المتسارع لذكاء اصطناعي يثير قلقًا بشأن آثاره المحتملة على سوق العمل وأدوار الأشخاص فيه. مع القدرة المتزايدة للأنظمة الآلية على أداء العديد م

  • صاحب المنشور: سعاد بن جابر

    ملخص النقاش:
    إن التطور المتسارع لذكاء اصطناعي يثير قلقًا بشأن آثاره المحتملة على سوق العمل وأدوار الأشخاص فيه. مع القدرة المتزايدة للأنظمة الآلية على أداء العديد من المهمات، تبرز تساؤلات حول مستقبل بعض الصناعات والمهن التقليدية بينما تتشكل فرص جديدة. هذا التحليل يتعمق في كيفية تشكيل هذه الثورة الرقمية للمجتمع الاقتصادي وكيف يمكن للأفراد التأهب لهذا المستقبل غير المؤكد.

تحديات وآفاق أمام القوى العاملة:

  1. استبدال الوظائف: أحد أكبر المخاوف هو فقدان وظائف بسبب الروبوتات والأتمتة. دراسة أجرتها "إم إي كابيتال" توقعت أن حوالي 800 مليون وظيفة قد تُحل محل عمل البشر بحلول عام 2030 نتيجة للتكنولوجيا المتقدمة [1]. لكن ليس كل الأعمال معرضة لمثل هذا الخطر؛ فالتخصص العالي والمعرفة الفنية ستكون مطلوبة أكثر فأكثر لتوجيه وتقييم أعمال الأنظمة الآلية.

```html

هذه الدراسات مثيرة للقلق ولكنها أيضا توفر فرصة للتحسين والتكيّف، وليس مجرد الاستسلام لتأثيرات تكنولوجية لا رجعة فيها.

```

  1. ظهور مهن جديدة: على الجانب الآخر، تُحدث ثورة ذكاء اصطناعي أيضًا خلق فرص عمل جديدة لم يكن لها وجود سابقاً. وفقا لدراسة نشرتها شركة "ماكينزي"، هناك احتمال إنشاء 97 ملايين فرصة عمل مرتبطة بتيارات رقمية متعددة بين عامي ٢٠١٨-٢٠٣٠ [2]. هذه الأدوار الجديدة غالبًا ما تتطلب معرفة خاصة بالتقنيات المرتبطة بأعمال الذكاء الاصطناعي نفسها مثل علم البيانات, هندسة البرمجيات, علوم الحاسوب وغيرها الكثير مما ينتج عنه طلب متنامٍ لهذه الأنواع الخاصة من الكفاءات.

```html

مثال لشروط عمل مستقبلية محتملة

  • محلل بيانات مبتكر
  • مهندس تصميم روبوتات
  • متخصِّصٌ في الأمن السيبراني ذات الصلة بطبيعة التعامل مع كم هائل من المعلومات.

```

  1. إعادة تعريف الدور البشري: يتعين علينا النظر إلى دور الإنسان داخل بيئة العمل المعززة بالتكنولوجيا كشريك مع النظام بدلاً من خصمه. فالقدرة على فهم واستخدام تقنيات الذكاء الصناعي سوف تمكن الأفراد والشركات من تحقيق نتائج أفضل وبفعالية أعلى. كما أنه سيسمح لهم باستغلال الوقت المحرر من خلال عدم القيام بالمهام الروتينية لإعادة توجيه التركيز نحو تطوير أفكار إبداعية جديدة ومبتكرة.
  1. تأهيل القوى العاملة: بالنظر لما سبق فإن جهود التعليم والتوعية تصبح حيوية لأصحاب المصالح كافة سواء كانت مؤسسات أو مواطنين فرديين. فهناك حاجة ملحة لصياغة سياسات تعليمية تستهدف توضيح وفهم العمليات المتعلقة بعمل وصناعة الذكاء الأصطناعي بالإضافة لمنح الفرصة المناسبة لكل شخص لتدعيم خبراته بنمط حياة دائم التحديث والاستعداد لرؤية أي تقدم مفاجىء في عالمنا اليوم المضطرب ديناميكياً .

وفي النهاية، بات واضحًا مدى ارتباط مصائر مجتمعاتنا اقتصاديًا وثقافيًا بمستجدات عصر رقمي جديد يشهد تغييرات عميقة جذريه ولا محيد عنها وهو أمر يستحق استثمار طاقاته وطاقات أبنائه لإدارة هذه الفترة الانتقالية بإيجابية وتحقيق نجاحاتها وتعظيم


نور الهدى بن شعبان

6 مدونة المشاركات

التعليقات