- صاحب المنشور: بن عبد الله البركاني
ملخص النقاش:
تواجه العديد من المجتمعات الإسلامية تحديات حقيقية تعوق تطور نظامها التعليمي الأكاديمي. ومن هذه التحديات نجد العقبات الثقافية والقيم الاجتماعية التقليدية التي قد تتضارب مع قيم ومبادئ التعليم الحديث. أحد الأمثلة الملموسة لهذا الاختلاف يتمثل في دور المرأة؛ حيث إن القضايا المتعلقة بحصول النساء على التعليم الجامعي يمكن أن تكون مثار نقاش واسع بسبب الخلفية الاجتماعية والدينية للمجتمع المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الافتقار إلى موارد كافية للبنية الأساسية والتكنولوجيا الحديثة يعتبر عائقًا آخر يمنع تحقيق مستوى عالٍ من الجودة في مؤسسات التعليم العالي. كما يشكل عدم الاستقرار السياسي والفوضى الاقتصادية بيئة غير مواتية لتطوير البرامج الأكاديمية وتوفير فرص البحث العلمي الضروري لنمو المؤسسات التعليمية.
كما يلعب الفقر أيضًا دورًا رئيسيًا هنا؛ فالعديد ممن يستحقون الفرصة للحصول على تعليم جامعي غالبًا ما يعانون اقتصادياً مما يؤدي بهم لإعطاء الأولوية لحاجاتهم الحياتية اليومية على متابعة دراستهم. وقد ينتج عنه ترك الدراسة المبكرة أو حتى اعتزال الحياة الأكاديمية كلية.
وفيما يتعلق بالمحتوى نفسه لهذه المؤسسات، فهنالك سؤال مهم حول مدى توافق المناهج المطروحة مع حاجات وأولويات سوق العمل المحلية والعالمية. هذا الأمر مهم جدًا لأنه إذا كانت الدرجة العلمية لا تساهم بتزويد الطلاب بالمهارات والمعارف اللازمة لسوق العمل، فسيكون التأثير سلبيًا ليس فقط على الطالب بل وعلى المجتمع أيضاً. لذلك، يجب ضمان وجود رابط وثيق بين احتياجات القطاع العام والخاص وبين ما تقدمه مؤسساتنا العلمية من برامج أكاديمية وحديثة ومتخصصة.
أخيرًا وليس آخرًا، هناك جانب هام وهو جودة التدريس والأكاديميين ذواتهم - سواء كانوا محليين أم دوليين. فعلى الرغم من توفر خيارات التعلم الإلكتروني والتدريب عبر الإنترنت وغيرها الكثير مؤخرًا، إلا أنه يبقى للإنسان دوراً محورياً لا يمكن الاستغناء عنه فيما يتعلق بنقل المعرفة وتفاعله مباشرتا مع الطلبة داخل الفصل الدراسي وخارجه أيضاً. ولذلك ينبغي التركيز على تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس وضمان قدرتهم على مواجهة تحديات عالم المعرف الجديد والاستمرار بصناعة تأثيرات ايجابيه فيه.