- صاحب المنشور: الكوهن العماري
ملخص النقاش:
في وقت تكثر فيه التقارير حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتزايد على المجتمع، يبرز موضوع أخلاقيات استخدام هذه التقنية كواحدٍ من أهم المواضيع الجدلية. فبينما يُظهر الذكاء الاصطناعي وعدًا هائلاً بإحداث ثورة في مختلف المجالات -من الرعاية الصحية إلى الصناعة والمجال العسكري- تظل هناك مخاوف مشروعة بشأن كيفية تأثيراته المحتملة على حقوق الإنسان والقيم الاجتماعية والثقافية الأساسية. إن الهدف المنشود من هذا البحث هو استعراض بعض القضايا الأخلاقية الرئيسية المرتبطة بتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز بشكل خاص على ضرورة دمج قواعد وأخلاقيات واضحة تضمن التطبيق المسؤول لهذه التكنولوجيا.
تُعدّ مسألة الشفافية أحد أكثر الجوانب حساسية فيما يتعلق بالأمان والمسؤولية الأخلاقية للذكاء الاصطناعي.
إن عدم القدرة على فهم الطريقة التي يتم بها اتخاذ القرارات بواسطة الأنظمة الذكية يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، خاصة عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات حيوية مثل تشخيص الأمراض أو تحديد عقوبات جنائية.
بالإضافة لذلك، فإن قضية حيادية البيانات هي مصدر آخر للقلق. فعندما تدرب خوارزميات الذكاء الاصطناعي بناءً على بيانات متحيزة تعكس التحيزات البشرية الموجودة سابقاً، فإنها قد تصبح أدوات لترسيخ الفوارق غير العادلة والمعاملة غير المساوية لأفراد وشرائح مختلفة داخل المجتمع الواحد.
وفي ظل كل ذلك، كيف يمكن ضمان تطبيق آمنة ومنصف للذكاء الاصطناعي؟
يستنِد الحل للمسائل الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على عدة عوامل متداخلة:
- تشريعات وقوانين محكمة: تحتاج الحكومات وصانعو السياسات إلى العمل جنباً إلى جنب مع خبراء تكنولوجيين لتحديد وإصدار قوانين تنظيمية تحكم تطوير وانتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطرق تراعي الاحترام الكامل لحقوق الأفراد والكرامة الإنسانية. ويجب التأكد أيضاً من وجود رقابة دولية موحدة لمنع الدول الأكثر تقدمًا تكنولوجيًا من فرض سلطتها عالمياً باستخدام نفس الأدوات البيوتقنية التي تساعدهم في رفع مستوى حياتهم المعيشية.
- التوعية والثقافة العامة: يتطلب نشر وعمل ثقافة صحية تتبنى نهجا مسؤول تجاه الذكاء الاصطناعي جهوداً مشتركة بين المؤسسات التعليمية والإعلام والشركات الخاصة والمجتمع المدني نفسه. فهذه الثلاثة عناصر مجتمعة تساهم إسهام كبير في دفع عملية تبادل المعلومات والتبادلات الحوارية المكثفة المؤثرة والتي ستكون لها دور فعال في تشكيل وجهات النظر المستقبلية بشأن مستخدمينا لهذا الاختراع العلمي الرائد.
- **مشاركة مجتمعية واسعة*: ينبغي منح الجمهور عموما صوتاً مباشراً أثناء مراحل تصميم وإنشاء أي نظام ذكي جديد للتأكّد مما إذا كان يقترن بأهداف ذات مغزى ولا يشكل تهديدا لمصالح المجتمع بأكمله ام لا . كما تجدر الإشارة هنا أيضا الي أهمية اعتماد منهج علمي واضح يستند علي مباديء اخلاقيه ثابتة ومتفق عليها بشكل عام ويتيح الفرصة لكل أفراد الشعب للإدلاء برأيهم بكل حرية وشفافية قبل اكتمال تلك العملية الهامه للغاية.
- **إشراك الخبراء والباحثين\": يلعب علماء الكمبيوتر والفلاسفة والأخلاقيون دورا رئيسيا في وضع لبنة اساسية تقوم على دعم مبدأ الاستدامة الاجتماعية وتعزيز نموذج عمل نظيف تماما بعيدا عن اي شوائب محتملة تؤثر بالسلب علي اعداد برنامج ذكي تم هندسته بطريقة ممنهجه حاليا . وبالتالي فان تواجد هؤلاء المحترفين المختصين سيعتبر