- صاحب المنشور: أزهر بن شعبان
ملخص النقاش:
أصبح دور التكنولوجيا في التعليم أكثر أهمية مع مرور كل يوم، حيث تقدم أدوات مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة غير مسبوقة لتحسين تجارب الطلاب. ولكن بينما ندخل هذا العصر الرقمي الجديد، فإن هناك حاجة ملحة لمعالجة تحديات أخلاقية كبيرة مرتبطة بتطبيق هذه التقنيات في الصفوف الدراسية. يشمل ذلك حماية خصوصية البيانات والحفاظ على المساواة بين جميع الطلاب والتأكد من عدم استخدمها بطرق تحابي بعض الأقسام الضد الأخرى.
تتضمن بعض القضايا الرئيسية التي تحتاج إلى النظر فيها فيما يخص أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم:
- خصوصية البيانات: تعدّ البيانات الشخصية واحدة من أكبر الأصول الثمينة للذكاء الصناعي المتعلقة بالتعليم. لذلك يتعين علينا وضع سياسات واضحة لحماية سرية تلك المعلومات وكيف ستستخدم وتخزينها بأمان تام.
- التوجيه العادل والموضوعي: يمكن للتسلسل الهرمي لدورات الذكاء الاصطناعي وأساليب التدريس المؤتمتة خلق انحيازات غير متعمدة قد تؤثر سلبيا على نتائج أو فهم طلاب محددين بناءً على جنسهم أو عرقهم أو مكان ميلادهم وغيرها مما قد يؤدي لذلك نوع جديد من القرارات المؤسفة بحسب علم النفس الاجتماعي الحالي بهذا المجال .
- الحفاظ على الإشراف البشري: رغم وجود العديد من الفوائد المحتملة لاستخدام الروبوتات والمعلمين الحاسوبيين، إلا انه مازال يوجد ضرورة لبقاء عناصر بشرية مهمة داخل عملية التربية والتعليم لمراقبة كيفية سير الأمور وإعطاء رأي حيادي حول تأثير الأدوات الجديدة ومراجعة السياسات الخاصة بها باستمرار.
- تحقيق تكافؤ الفرص: إن ضمان توفر الوصول المتساوي لهذه التجربة الإلكترونية الحديثة لكل طالب - بغض النظر عن خلفيته الاقتصادية أو الاجتماعية – أمر بالغ الأهمية أيضا لأنه يعزز العدالة المجتمعية الشاملة ويحقق هدف النظام الأكاديمي الأساسي وهو جعل الجميع يستفيد منها قدر المستطاع بدون تميييز!
إن إدراك أهمية التعامل بالأمان والثبات عند تطبيق تكنولوجيات ذكية مبتكرة ضمن البيئة المعرفية يساهم بإحداث فارق حقيقي نحو مستقبل أفضل لأجيال قادمة ينعم فيها جميع شبابه بمستوى رفاهية معرفة ومعيشة سوية ومتوازنة تجمع بين القديم والحديث. وهكذا نضمن فعالية المنظومة بأسرها ولا تقتصر الفائدة لفئة بعينها بل تغطي جميع أفراد مجتمع مدارسنا محليا وعالميا. ولذلك يجب تشجيع المناقشة المفتوحة بشأن الموضوع وتعزيز جهود البحث العلمى المرتبط به حتى يتم تطوير منهج عمل مشترك يطبق عالمياً ويتماشى مع رؤية حقوق الإنسان والقانون الدولى. فهل نشهد قريبا حقبة ذهبية جديدة لشبابنا يغمر فيها ظلال رحمة الفنار؟ سنرى...