يشهد العالم تحولات جذرية مع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية والميكنة. وفي هذا السياق، يواجه قطاع التعليم تحديات كبيرة ومثيرة للتفكير بشأن كيفية
في المنطقة العربية تحديدًا، يتطلب التحول إلى البيئات التعليمية الرقمية إعادة النظر في البنية الأساسية للمؤسسات الأكاديمية وطرق التدريس وطرق التعلم وتفاعل الطلاب والمعلمين نفسه. يعكس هذا القلق الشعور المتنامي لأصحاب القرار والإداريين وأعضاء هيئة التدريس بأن النظام التربوي التقليدي لم يعد قادرًا بمفرده على الاستجابة لاحتياجات العصر الحديث ومتطلباته.
النقلة الكبرى التي يشكلها التحول الرقمي تعني العديد من الأمور المختلفة بالنسبة للأطراف الفاعلة داخل منظومة التعليم. فمن جهة، تمثل الفرصة لتوفير موارد تعليمية أكثر شمولا وإمكانية الوصول إليها، مما يفتح آفاقا جديدة للتخصص المعرفي وتوسيع قاعدة المعرفة لدى الجماهير الواسعة عبر شبكة الإنترنت.
ومن ناحية أخرى، تكشف التساؤلات حول مدى استعداد المجتمع والمؤسسات لاستخدام التكنولوجيا الحديثة كأداة لبناء مجتمع معرفي ذكي يعمل وفق قيم واضحة ومعايير أخلاقية. إذ إن الانتشار الواسع لأدوات الاتصال الرقمي يمكن أن يؤثر أيضًا بطريقة غير مباشرة على نوع العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وبين أعضاء الهيئة الاكاديمية نفسها.
التحديات الرئيسية للتحول الرقمي في قطاع التعليم
**1 - بناء القدرات البشرية**: يجب تجهيز جميع المتحمسين لتحقيق الإنجاز والابتكار في بيئة رقميّة بالمهارات اللازمة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وأنظمة إدارة البيانات وتحليل المعلومات واستغلالها بأمان وكفاءة.
**2 - تضمين السياسات اللوائحية**: تتطلب عملية تبني الحلول التكنولوجية الجديدة تطوير سياسات محكمة لتنظيم استخدام الشبكات الداخلية والخارجية وضوابط حماية خصوصية المستخدمين وآليات مراقبة المحتوى الذي يتمتع به طلبة المدارس والجامعات وغيرهم ممن يستعملون المنصات الإلكترونية الخاصة بالمؤسسات التعليمية.
**3 - ربط التكنولوجيا بالأهداف التعليمية**: ينبغي تصميم تطبيق البرمجيات والأجهزة والحلول الأخرى المشابهة بما يحقق توافق متماسك مع الأهداف والسياقات الثقافية والدينية المحلية وليس مجرد نسخ آلية لما هو شائع عالميًا.
**4 - تشجيع ثقافة الابداع والتجديد**: يتوجّب رسم خطوط عريضة لدعم المبادرات الجامعية والمشاريع البحثية والتي تسعى للحاق بركب الاكتشافات العلمية المستمر بالإضافة لإطلاق مقررات دراسية ترتكز على الواقع العملي وتمارس مهارة حل المشاكل العملية اليومية باستخدام أساسيات الرياضيات وفروع علوم الكمبيوتر المختلفة.
الفُرَصُ المتاحة أمام القطاع التعليمي
**1 - زيادة الشمول والجودة**: بإتاحة فرص تعليم مجاني أو بتكاليف رمزية عبر الانترنت، تستطيع دول وشركات ومنظمات مختلفة دعم أفراد وعائلات بلا انتماء لجنسية بلدهم الأصلي إلا أنها تمتلك المؤهلات الضرورية لحياة أفضل لكنها حرمتها