هل رسم الدائرة وحمل العصا أثناء النزول بمكان مجهول سنة متبعة؟

انتشرت مؤخرًا صور لرجال يقومون برسم دوائر حول أنفسهم أثناء نومهم في الصحراء، مدعين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك للحماية من الحيوانات

انتشرت مؤخرًا صور لرجال يقومون برسم دوائر حول أنفسهم أثناء نومهم في الصحراء، مدعين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك للحماية من الحيوانات الضارة. ولكن وفقًا للدراسات الإسلامية والفقهية، فإن هذه الممارسة غير مدعومة بالأدلة التاريخية أو النصوص الشرعية.

لم يُرد أي دليل معتمد في السيرة النبوية يشير إلى أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- استخدم طريقة مشابهة لتحديد الاتجاه أو الحماية الذاتية. بدلاً من ذلك، فقد وجه المسلمين للاستعانة بأذكار وقائية عند نزول منزل جديد، كما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: "من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامة...لم يضره شيء حتى يرحل منه". وهذا الحديث يدعو إلى الاستعانة بعبارات مقدسة دون الاعتماد على رموز مادية غير مشروعة.

كما أكدت عدة فتاوى موثوقة عدم مشروعية هذه الطريقة بسبب ارتباطها بتعاليم الشعوذة والسحر، والتي تعتبر مخالفات شرعية واضحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الآيات القرآنية لأغراض أخرى غير الدعاء والاستعاذة يمكن اعتباره أيضًا نوعًا من الشرك الأصغر، حيث يتم اعتبار هذه الآيات ذات أهمية أكبر من كونها وسائل شركية.

الطريقة المناسبة للمسافرين هي اتباع السنة النبوية واستخدام الأذكار المكتوبة لها، وبالأخص قراءة المعوذتين وآية الكرسي قبل النوم، حيث ثبت فضلها في حفظ المرء وضمان سلامته خلال ساعات الراحة.

أما بالنسبة لفكرة وضع العصا للتأكيد على الاتجاه، فإن الأمر يبقى رهين بخبرة الشخص وبنائه توقعات خاطئة استنادا إليها. ولذلك يجب تجنب التعويل على الوسائل غير المضمونة وعدم الانجرار خلف المعتقدات الشعبية غير المثبتة.

في نهاية المطاف، يجب على المسلمين التنبه لهذه الممارسات المحرفة والتمسك بالسنة المطهرة التي تضمن لهم الأمن والحماية تحت مظلة توجيهات ديننا الحنيف.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات